وفي أثناء سنة اثنتين وستين ملك نور الدين قلعة المنيطرة بعد مسير أسد الدين في رجب، وخرب قلعة أكاف بالبرية.
وفي رمضان منها اجتمع نور الدين وأخوه قطب الدين وزين الدين ﵏ بحماة للغزاة، وساروا إلى بلاد الفرنج، فخربوا هونين في شوال منها.
وفي ذي القعدة منها كان عود أسد الدين من مصر، وفيه مات قرا أرسلان بديار بكر.
ذكر دعوه إلى مصر في الدفعة الثالثة
وهي التي ملكوها فيها وجرى ما جرى في شهور سنة أربع وستين وخمسمائة
ملك نور الدين قلعة المنيظرة بعد سير أسد الدين في رجب وخرب قلعة أكاف بالبرية. وفي رمضان منها اجتمع نور الدين وأخواه قطب الدين وزين الدين بحماة للغزاة وساروا إلى بلاد الإفرنج فخربوا هونين في شوال منها وفي ذي القعدة كان عود أسد الدين من مصر. وكان سبب ذلك أن الإفرنج خذلهم الله جمعوا راجلهم وفارسهم وخرجوا يريدون الديار المصرية ناكثين لجميع ما استقر مع المصريين وأسد الدين من الصلح والقواعد طمعًا في البلاد فلما بلغ ذلك نور الدين وأسد الدين لم يسعهما الصبر دون أن يسارعا إلى قصد البلاد، أما نور الدين فبالمال والرجال ولم يسر بنفسه خوفًا على البلاد من الإفرنج ولأنه قد حدث نظره إلى جانب الموصل بسبب وفاة زين الدين ابن يكتكين فإنه توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة وتسلم ما كان في يده من الحصون إلى قطب الدين ما عدا إربل فإنها كلها كانت له من أتابك زنكي ﵀ فحدث لنور الدين إلى ذلك الجانب الطمع بهذا السبب فسير العسكر.
1 / 78