خنادق الحراب: من آثار الحرب الفظيعة خنادق في نواحي فردون أطلقوا عليها اسم خنادق الحراب، وتفصيل الخبر أن تلك الخنادق انهالت في إحدى المعارك على من فيها من جنود الدفاع فغمرهم التراب ولم يبق ظاهرا منهم غير حرابهم فقضوا خنقا، ولما لم تسمح الظروف أوانذاك بانتشالهم من تلك القبور التي تضاهي حقلا مزروعا عمد أولوا الشأن مؤخرا إلى إقامة سور حول ذلك الحقل المؤثر؛ حيث شيدوا معبدا للكاثوليك وهيكلا للبروتستانت وكنيسا لليهود وجامعا للمسلمين فينال على هذا المنوال كلا نصيبه من الدعوات، إن لله في خلقه آيات. •••
جاء في إحدى التلغرافات أن الجيش البريطاني أنفق في معركة نفشابل المشهورة وحدها ما يزيد على كل الذخيرة التي أنفقتها الجيوش البريطانية في حرب جنوب أفريقيا المعروفة بحرب البوير، قال أحد أسرى النمسويين في تلك الموقعة مخاطبا إنكليزيا أنكم لم تحاربونا في تلك الموقعة بل حرقتمونا بنار مدافعكم حرقا فلولاها لكانت الحرب سجالا، كانت القنابل تتساقط بين كل عشرة يردات فلم يستطع أحد أن يظل حيا تحت تلك النار الجهنمية.
ومعلوم أن قنابل تلك المدافع التي كان لها الفضل الأكبر في فوز البريطانيين وانكسار الألمان. •••
نشرت الصحف صورة هزلية تمثل إمبراطوري النمسا وألمانيا في مركبة يسوقونها مسرعين خوفا من الذئاب اللاحقة بهما - وعلى يدي إمبراطور النمسا طفلان يمثل أحدهما ترنسلفانيا والآخر ترنتينو، وذئب يمثل إيطاليا، وذئب آخر يمثل رومانيا، وذئب يمثل اليونان، وهذه الذئاب تريد الانقضاض على الطفلين.
إمبراطور الألمان: ألق بأحد هذين الطفلين للذئاب ودعنا ننجو بأنفسنا.
إمبراطور النمسا: ذلك أمر يرضيك ولكنك نسيت أنهما ولداي وليسا ولديك فكيف ألقيهما للذئاب؟ •••
اشتهر الجنرال هملتون الإنكليزي بقلة كلامه إلى حد فاق عنده اللورد كتشنر حتى لقب «بالجندي السكوت» وحتى قال فيه أحد عارفيه: «إن أنة من أنات هملتون أفصح من بيان ومن عبارة كاملة يفوه بها غيره.» وفي إبان حرب البوير طلب اللورد كتشنر معاونا له من الدرجة الأولى فلما أبطئوا عليه كتب يلح في الطلب ويقول بطريقته المجونية المعهودة: وأفضل رجلا ذا دماغ. فاطلع اللورد روبرتس على الكتاب، ثم دفعه إلى الجنرال هملتون مقهقها، وقال: هنا حل المسألة يا هملتون لا بد من ذهابك الآن، وكان كذلك، ومما اشتهر به أيضا صراحته، انتخب رئيسا لجمعية الامتناع عن المسكر في الجيش ودعي ذات يوم للخطابة، فقال: «كلما فكرت في أن عشرة آلاف لتر من المسكر مرت في بلعوم رئيس جمعيتكم الآن مدة خدمته في الجيش وعدتها سبعة وثلاثون سنة - ينخسني ضميري، ولكن من تقاليد الجيش الإنكليزي ألا يقول الضابط لرجاله سيروا أمامي بل هلموا ورائي ويسرني أن أضع نفسي في مركز مثل هذا بأخذ هذا العهد، نعم إن ذلك يضايقني ولكنني وزنت النفقة وأنا مستعد لأدفع الثمن.»
والجنرال ناثر وشاعر معا وله مؤلفات عسكرية معروفة. •••
الحرب والطيور: ذكرت إحدى الصحف العلمية شيئا عن تأثير الحرب الحاضرة في طيور البلجيك وشمال فرنسا، فقالت: إن أسراب طائر السنونو عادت إلى عشاشها في المنازل التي تركتها عامرة فصيرتها الحرب رسوما بالية، فلما لم تجدها اتخذت بدلا منها الأكواخ التي أقامها رجال العسكرية مكانها لأغراضهم، وفي هذا أعظم دليل على تشبث هذا الطائر بوطنه القديم.
وقالت أيضا إن الطيور التي تأوي إلى الأشجار بين الصفين المتحاربين طالما أنذرت جنود الحلفاء النائمين بإطلاق الألمان للغازات الخانقة إذ كانت تطير في جهتهم هاربة من الغازات وهي تصفق وتصيح كأنها تستغيث. •••
Неизвестная страница