48

Золотой совет исламским группам

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

Редактор

مشهور حسن سلمان

Издатель

دار الراية

Год публикации

1410 AH

Место издания

الرياض

معين وانتسابه إليه - كما ذكر في السؤال -: من بدع الجاهلية؛ ومن جنس التحالف الذي كان المشركون يفعلونه؛ ومن جنس تفرق قيس ويمن، فإن كان المقصود بهذا الشدّ والانتماء التعاون على البر والتقوى فهذا قد أمر الله به ورسوله له ولغيره بدون هذا الشد، وإن كان المقصود به التعاون على الإِثم والعدوان فهذا قد حرمه الله ورسوله فما قصد بهذا من خير ففي أمر الله ورسوله بكل معروف استغناء عن أمر المعلمين، وما قصد بهذا من شر فقد حرَّمه الله ورسوله.

فليس لمعلّم أن يحالف تلامذته على هذا، ولا لغير المعلّم أن يأخذ أحداً من تلامذته لينسبوا إليه على الوجه البدعي: لا ابتداء ولا إفادة، وليس له أن يجحد حقَّ الأول عليه(١)، وليس للأوّل أن يمنع أحداً من إفادة التعلُّمِ

= وشد الوسط كان شائعاً في زمن شيخ الإسلام واستمر بعده من قِبَلِ المريدين لشيوخهم، وحتى تعلم - أخي القاريء - معنى كلام المصنّف، أَنقل لك صورة (شد الوسط) لأن «الحكم على الشيء فرع عن تصوّره».

جاء في صيغة السؤال الموجّه إلى شيخ الإِسلام، وأجاب عليه في هذه الرسالة: ((هل للمبتديء أن يقوم في وسط جماعة من الأستاذين والمتعلّمين، ويقول: يا جماعة الخير! اسأل الله تعالى وأسألكم !! أَن تسألوا فلاناً أَن يقبلني أن أكون له أخاً أو رفيقاً أو غلاماً أو تلميذاً، أو ما أشبه ذلك، فيقوم أحد [من] الجماعة، فيأخذ عليه العهد، ويشترط عليه ما يريده، ويشدّ وسطه بمنديل أو غيره: فهل يسوغ هذا الفعل أم لا؟ لما يترتب عليه من المحاباة والعصبية لأستاذ، بحيث يصير لكل من الأستاذين إِخوان ورفقاء وأحزاب وتلامذة يقومون معه إذا قام بحق أو باطل، ويعادون مَنْ عاداه، ويوالون مَنْ والاه)».

ولم يتعرض شيخ الإِسلام في رسالته هذه إلى عبارة السائل: ((أسأل الله تعالى وأسألكم)) وفيها من الخطأ: الإتيان بواو العطف، التي تقتضي التشريك بين اسم الله واسم غيره.

واستمرت عادةُ ((شدّ الوسط)) بعد المصنّف، وزيد عليها مخالفات أخرى، كما تراها مبسوطة في ((فتاوى السبكي)).

(١) أي: ليس للمعلّم الثاني أَن يجحد حقّ المعلّم الأوّل على التّلميذ.

48