قال: ففر أحدهم جزءًا، ثم دخل الاثنان، فآل الأمر بهما إلى أن نظرا إلى حيات تصفر، وباب أعظم من الباب الأول وخلفه دوي عظيم وحنش هائل، وعلى ذلك الباب بالحميرية:
انظر لرجلك لا تزل فإنما ... حتم الحمام إلى الغرير يساق
يا ساكني جبلي شمام لعله ... يوفي بما عاهدتم الميثاق
قوموا إلى الإنسي قومة ثائر ... فلعله قد حان منه فراق
فولى الآخر هاربًا، وتجاسر [الهميسع] حتى دخل الباب الثالث، فبرز تنني عظيم أحمر العينين فاتح فاه، فولى الهميسع هاربًا فسكن حس التنين، فعلم أنه طلسم إذ لو كان حيوانًا لتبعه، فرجع إليه، وصبر قلبه عليه، فقلع عينيه فإذا هما ياقوتتان لا قيمة لهما. ودخل البيت فإذا في وسطه سرير من ذهب، وعليه شيخ على رأسه تاج من ذهب معلق بسقف البيت مرصع بأصناف اليواقيت، وعلى رأسه لوح من ذهب فيه مكتوب: أنا شداد بن عاد، عشت خمسمائة عام، وافتضضت ألف بكر، وقتلت ألف مبارز، وركبت ألف جواد، [وهأنذا] حيث أنا. وتحت مكتوب:
1 / 105