تخيلت الحناء لما أتوا به ... دويهية تصفر منها الأنامل
ومنهن: النافرة عن الجماع، كقول المتنبي:
بيضاء تطمع في ما تحت حلتها ... وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
كأنها الشمس يعي كف قابضه ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا
وقوله:
لجينة أو غادة رفع السجف ... لوحشية لا ما لوحشية شنف
نفور عرتها نفرة فتجاذبت ... سوالفها والحلي والخصر والردف
قال الو احدي في شرح البيت الأول: أراد ألجينة فحذف همزة الاستفهام، والعرب إذا بالغت في مدح شيء جعلته من الجن، والغادة مثل الغيداء، والسجف: جانب الستر إذا كان بنصفين، وقوله: لوحشية، يجوز أن يكون استفهاما كالأول، ويجوز أن يكون جوابا لنفسه، كأنه قال: ليس لجنية أو غادة بل هو لوحشية، أي لظبية وحشية، ثم رجع منكرا على نفسه فقال: لا، ما لوحشية شنف، يعني: إن السجف الذي رفع إنما رفع لإنسية، لأن عليها شنوفا، والوحشية لا شنف عليها. ومعنى البيت الثاني: هي نفور، أي: نافرة طبعًا، وعرتها، أي: أصابتها نفرة حادثة من رؤية الرجال إياها فاجتمعت نفرتان، فتنفرت غاية التنفر، ولوت عنقها، وطوت خصرها، فعاق الحلي لثقله العنق، فمنعه عن الالتواء، وعاق الردف لعظمه الخصر، ومنعه عن الانطواء، فحصل التجاذب بينهما، والسوالف جمع سالفة، وهي: صفحة العنق. وقول قائل:
1 / 47