فمن(1) أخذها من الحس وهوالقتل، والتب وهوالخسارة، والسم، والسجن، والقط، والقب، والفينة، وهي الجبن والبرهة، ومن دهق بالماء أعطاه ومن شاط إذا بطل وهلك، لم يصرفها لزيادة النون، وسيبويه والخليل يأخذان الرمان من الرم(2) وهوالإصلاح لأنه يرم المعدة أي يصلحها، فلا يصرفانه، ومن أخذها من الحسن والتبن، والسمن وسحنت(3) الحجر إذا كسرتها، وقطن وفنن في الأرض ذهب فيها ومن الفنن، وهوالغصن، ومن برهن، وتدهقن، وشطن، إذا بعد وكأن الشيطان بعد عن رحمة الله، صرفها لأصالة النون. والأخفش(4) يصرف الرمان، لأنه من رمن بالمكان إذا قام به، و(مران) وهوالفناء إذا سمي به، فمن أخذه من المرانة صرفه ومن أخذه من المرور منعه، وإنما أثرا في منع الصرف على كلام البصريين(5) لشبههما بألف التأنيث الممدودة، من وجوه امتناع دخول تاء التأنيث عليهما معا وزيادتهما في آخر الكلمة، وحذفهما للترخيم، وكونهما حرفي مد، ولأن اختصاص الزيادة في (سكران) بالمذكر، كاختصاصهما في (حمراء) بالمؤنث وتساوي المصدرين وزنا، فسكر من سكران، كحمر من (حمراء)(6) واختصاص كل واحد منهما بصيغة أخرى مخالفة لمذكره، وبفوات الوجه الأول، تسقط الألف والنون عند التأثير.
Страница 127