وقوله: (بخلاف الظرف) يعني فإن الظرف يجوز تقديمه على عامله المعنوي نحو(كل يوم لك ثوب) و{كل يوم هوفي شأن}(1) ف(ثوب) و(هو) مبتدآن و(لك) و(في شأن) خبران وهما العاملان في (كل يوم) وإنما جاز تقديم الظرف على عامله المعنوي، لأنهم اتسعوا(2) في الظروف ما لم يتسعوا في عيرها لكثرتها، وإنما ذكر تقديم الظرف هنا على عامله المعنوي لأنه في حكم جواب سؤال مقدر، وهوأن يقال: أنتم شبهتهم الحال بالظرف في كونه فضلة مقدرا ب(في) وقد جاز في الظرف تقديمه على عامله المعنوي فأجيزوه فيما شبه به وهوالحال، وجوابه أن الظروف اتسع فيها لكثرتها، وأيضا فالمشبه دون المشبه به، وقد أجاز بعض الكوفيين والأخفش(3) تقديم الحال على عامله المعنوي إذا كان حرفا [ظ53] أوظرفا بشرط تقدم المبتدأ نحو(زيد قائما في الدار) لأن تقدمه على جزء واحد كلا تقديم، لأنه بعد المبتدأ، والمبتدأ يطلب خبره فكأنه قرينة التقديم واحتج بقوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه}(4) و{ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا}(1) في قراءة من نصب مطويات، وخالصة فصار كقولك (زيد في الدار قائما) ست صور اثنتان ممتنعتان بلا خلاف وهما (قائما زيد في الدار) و(قائما في الدار زيد) وثلاث جائزات بلا خلاف وهي: (زيد في الدار قائما) و(في الدار زيد قائما) و(في الدار قائما زيد) لأن عامل الحال الظرف وصاحبها مستتر فيه وهما متقدمتان على الحال، وواحدة مختلف فيها وهي (زيد قائما في الدار) وفصل ابن برهان(2) وقال: إن كانت الحال ظرفا أوحرفا جاز تقديمها نحو(زيد عندك في الدار) وإلا لم يجز.
Страница 382