وقال فؤاد: والله إنك تستاهل أكثر من هذا.
وقالت وهيبة: الوفاء والأمانة في هذا الزمن يستحقان ما نلته يا سويلم.
قال سويلم: الرجل قال لأقاربه حتى لا يسألني أحد، وكتب ورقة قال فيها إنه لا يملك شيئا على الإطلاق يحميني بها من الضرائب ومن الجميع.
وقال فؤاد: وماذا تنوي أن تفعل؟ - وهل فكرت؟ وهل أدري؟ ها أنا ذا جئت لكم وأنا ليس لي أهل إلا أنتم.
ونظر فؤاد مليا إلى سويلم ودار بعينيه في الجالسين، كان الطفلان يلعبان في حجرة أخرى فقال فؤاد فجأة: وهيبة ألا تأخذين قريبك وزوجته إلى حجرة مكتبك، وتأمرين لهما بفنجان قهوة آخر. واجعليه سكر زيادة مثل الشربات.
وضحكوا وفهمت وهيبة الإشارة التي لم تخف عن سويلم ونعمات، وقام ثلاثتهم وانفرد فؤاد بأبيه ولم يطل انفراده به ثم نادى: وهيبة، تعالوا.
وحين جلسوا قال فؤاد: أبوك الحاج سيأخذ منك خمسة آلاف جنيه.
وابتسم سويلم: والمبلغ كله والله العظيم وأنا الكسبان وهذا هو الشيك.
وضحك الحاج محمدين في سعادة وانشراح، وقال له: اكتب الشيك.
وفعلا كتب سويلم الشيك وسلمه للحاج، وأمسك الحاج به وراح يهزه: هكذا دون أن تسأل لماذا أو فيم أو تطلب إيصالا؟ - أتريد أن أكتب شيكا ببقية ما أعطاه لي الخواجة، وبدون إيصال أيضا وحياة مجدي.
Неизвестная страница