وقد زعمت أنك انفردت بجمع فنون المجد والفضل، لم تخف يوم الفصل، (وما أدراك ما يوم الفصل)، هل في مطالع سعودك أشرقت بدور العيدين؟! أم على جناح جُنحك أسري بنور طلعة الكونين؟! ثم عرج ﵊ إلى منزله قاب قوسين، وهل في تجليات أسحارك يقول الرب هل من سائل؟ فيناجيه العبد متضرعا إليه بقلب خاشع ودمع سائل، متوسلا إلى حضرته بأعظم الوسائط لديه وأكرم الوسائل، ومما اختصصت به من الفضائل والمفاخر، إنه في دولتي وُلدَ سيد الأوائل والأواخر، ناهيك بليالي شهر الله رجب، التي تأكدَ فضل مبتدئها بالخير ووجب، وكيف لا وفي طالعها السعيد حملت آمنة، بأكرم نبي به أمته من المخاوف آمنة، فهي فاتحة الأوقات الزاهية الزاهرة، وواسطة عقدها بحسن خاتمة النبوة الباهرة فطلع النهار طلوع الأسد من غابه، وكسر جيوش الدجى حين كشر عن نابه، وشمر للحرب العوان، غير ناكل ولا وان، ناشرًا في
الأفق رايته البيضاء وأسنته لامعة بين الخضراء والغبراء، وقال: والذي كساني حلل الملاحة، وأطلق لساني بالبلاغة والفصاحة، لأمحون سطور الدجى من طروس والوجود، ولأثبتن حسن أحوالي في مقامات أهل الشهود فإني معروف بالوفاء وصدق الخبر، موصوف بالصفاء الذي لا يشوب صفوه كدر، كيف يباهيني الليل بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وأنا أتحدث بنعم الله وهو موسوم بكفران
1 / 132