وإن كان آدم عليه السلام قد عرف حالهم فيها.
واعلم أن الأسماء إنما توصف بذلك لا لصيغتها (1)، لكن لأنه قصد بها وجها مخصوصا. وقوله تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ظاهره يقتضى تقدم كونها أسماء ؛ لأنها إذا لم تكن قد اختصت بذلك من قبل ، كان تعالى مبتدئا باللغة. ومن علم غيره ما تواضع عليه فى الحال لا يوصف بذلك ، فيجب أن يكون المراد بذلك أنه علمه ما تقدمت المواضعة عليه ، أو ما ستقع المواضعة عليه ، وفى هذا إبطال ما تعلقوا به وتحقيق ما نقوله (2).
وقد بين شيخنا أبو هاشم (3) رحمه الله ، أنه تعالى لا يصح أن يعرف المكلف الأسماء كلها ؛ لأنه لا بد من مواضعة متقدمة على لغة واحدة ، ليفهم بها سائر اللغات ، فمتى لم تتقدم ، لم يصح أن يعرفه مع التكليف ؛ لأن تعريف الأسماء يقتضى تعريف المقاصد ، ولا يصح فيمن يعرف الله باستدلال أن يعرف مقاصده
Страница 83