وفي حديث رواه الإمام الهادي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كيفية الوحي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سأل جبريل عليه السلام عن ذلك، فقال: (( آخذه من ملك فوقي، ويأخذه الملك من ملك فوقه. فقال: كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه؟ فقال:جبريل: يلقى في قلبه إلقاء، ويلهمه إياه إلهاما ))(1)
إذا فمعنى: {وكلم الله موسى تكليما(164)} [النساء]، أي خلق الله له كلاما خلقا يسمعه موسى مباشرة، دون أن يحمله إليه جبريل أو ملك من ملائكة الله تعالى؛ فخلق الله الصوت وسماه كلامه؛ لأنه هو الذي خلقه وأوجده من العدم؛ كما يسمى ما أوجد الإنسان من الكلام أو الشعر أو غيره كلاما له، وإنما الفرق بين كلام الله وكلام الإنسان، أن كلام الإنسان يصدر عن الجهاز التنفسي والآلة التي جعلها الله فيه للكلام، أعني الحلق واللسان والشفتين؛ فهو صوت يصدر عن هذه الآلات.
وكلام الله عبارة عن صوت خلقه الله ليكلم به من أراد أن يكلمه، وسمي هذا الصوت كلاما لله لأن الله هو الذي خلقه وأوجده؛ كما يقال أرض الله،وسماؤه، وجنته، وناره، مضافة إلى الله؛ لأنها مخلوقاته التي خلقها وأوجدها.
Страница 67