أرى الخلان بعد أبي حبيب ... بحجر في جنابهم جفاء
من البيض الوجوه بني سنان ... لو أنك تستضيء بهم أضاؤوا
لهم شمس النهار إذا استقلت ... ونور ما يبغيه المساء
بناة مكارم وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء
فلو أنّ السماء دنت لمجد ... ومكرمة دنت لهم السماء
من يقال له بقيلة وهما بقيلتان أكبر وأصغر أشجعيان وكلاهما يقال له أبو المنهال. فأما بقيلة الأكبر أبو المنهال فيقال هو من بني هند بن قنفذ بن خلاوة ابن سبيع بن بكر بن أشجع كذا وجدت في كتاب أشجع وقيل في الكتاب أنه يشك أهو منهم أم من بني دهمان بن نضار بن سبيع بن بكر بن أشجع ولا يشك في أنه من بني بكر بن أشجع ويقال هو الذي أمد النبي ﷺ يوم أحد ويقال أيضًا هو صاحب الخيل يوم أحد يراد خيل أشجع ويقال به صاحب الخيل مسعر بن فلان الأشجعي وكان بقيلة شاعرًا سيدًا كريمًا وهو القائل في أبيات كثيرة:
ليس امرؤ فليكن ما كان أوله ... ولو تخلق إلا مثل ما خلقا
ويروى: ليست قوسي على ما كان من خلق:
وإن أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته صدقا
وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس إن كيسًا وإن حمقا
وهو القائل وكتب بها إلى عمر بن الخطاب ﵁ من غزاة كان غزاها:
ألا أبلغ أبا حفص رسولًا ... فدى لك من أخي ثقة إزاري
قلائصنا هداك الله إنا ... شغلنا عنكم زمن الحصار
لمن قلص تركن معقلاتٍ ... قفا سلع بمختلف الشجار
قلائص من بني كعب بن عمرو ... وأسلم أو جهينة أو غفار
يعقلن أبيض شيظميّ ... وبئس معقل الذود الخيار
وإنما قال بقيلة ذاك لأن رجلًا من بني سليم يقال له جعدة كان غزلًا صاحب نساء وكان يأخذهن فيعقلهن ويأمرهن يمشين فبلغ ذلك بقيلة في
1 / 76