Мустафа Нахас

Аббас Хафиз d. 1378 AH
50

Мустафа Нахас

مصطفى النحاس

Жанры

ومنذ عدة القرون والأجيال اشتغلت المرأة بالسياسة وتدبير الملك وحمل الصولجان، واقتعدت العروش ولبست التيجان؛ فأبدت من المهارة والدهاء والبراعة والنبوغ ما لا يزال ذكره مستفيضا في التاريخ.

ومن هؤلاء الملكة اليصابات التي جلست على عرش إنجلترا في القرن السادس عشر، وأدارت الملك أحسن الإدارة، ورفعت في عهدها لواء الأدب، ومكنت لبلادها من سيادة البحار، ومن قبل نبغت كليوباطرة في مصر، وبلقيس في مملكة سبأ، كما نبغت في الأجيال الحديثة «فيكتوريا»، وكان عصرها في إنجلترا أزهر العصور.

وقد ظهرت المرأة أيضا في مضمار الأدب والعلم، وآفاق الفكر والعمل المنتج، وعالم الاختراع والابتكار، ومن النساء اللاتي نبغن في هذه النواحي «فلورنس نايتنجيل» التي أوحت بالفكرة الإنسانية السامية الجليلة، وهي إنشاء جمعية الصليب الأحمر، ومدام دي ستايل الكاتبة الفرنسية الخالدة التي حملت على نابليون وهاجمته، ونكرت بطولته، و«جورج ساند» التي أحبت الشاعر الفرنسي البديع «الفرد دي موسيه»، واشتهرت بقصصها الممتع الفاتن، وكاترين منسفيلد الأديبة النيوزيلندية صاحبة القصص الرائعة الفياضة بالفن والإعجاز في تصوير الشخصيات ورسم ألوان الحياة، والتي قضت بالسل من بضعة أعوام، ومسز برواننج الشاعرة الإنكليزية المبرزة في العصر الحديث، ومسز رينهارت الكاتبة الأمريكية المشهورة، وأرسالا بروم الأديبة الإنكليزية المحدثة، والسيدة إيني بيزانت زعيمة المذهب الصوفي في أدايار بقرب مدراس في الهند، وهي امرأة أرلندية الأصل، اختارت الهند موطنا لها، فبلدت بمدراس ورأست المذهب الصوفي، ويوم نعيت إلى غاندي صديقها الحميم الذي تأثر كثيرا بتعاليمها، قال في رثائها: «إن لها فضلا علينا لن ينساه الشعب الهندي آخر الحياة.» وقد قضت أخيرا وهي في الخامسة والثمانين، وكانت جنازتها حفلا رهيبا مشهودا في الهند.

السيدة إيني بيزانت.

وقد استفاض تاريخ الأدب العربي بسير مشهورات النساء في الشعر والنثر وجملة الفنون.

وفي ميدان العلم نجد عشرات من المبرزات، وحسبنا أن نذكر فضل مدام كوري كاشفة مادة «الراديوم» التي غيرت وجه العلم الحديث.

وفي السياسة ظهرت المرأة أيضا وتألق نجمها، وتجلت براعتها، وبدا حذقها، حتى أصبحت تجلس اليوم في البرلمان الألماني والبريطاني والأسوجي والشيكوسلوفاكي نائبة عن الشعب، وثم امرأة كانت تحكم ولاية «تكساس» في أمريكا، وأخرى كانت وزيرة في فنلندا، ومس بونفيلد التي كانت وزيرة للعمل في وزارة العمال البريطانية الماضية، والسيدة خالدة أديب التي كانت وزيرة للمعارف في تركيا، والسيدة كوربت أشبي زعيمة الحركة النسوية في إنجلترا ورئيسة الاتحاد الدولي للحرية والسلام، والتي عينتها حكومتها عضوا في المؤتمر البريطاني في مؤتمر خفض السلاح، والسيدة «ساروجيني نايدو» الزعيمة الهندية والشاعرة الوطنية المشهورة، والعضو في المؤتمر الوطني الهندي الأعلى، والتي سجنت في الثورة أربعة أشهر أو تزيد، ولكن أفرج عنها وأطلق سراحها وكان الحكم عليها بالسجن سنة كاملة، وقد اشتغلت المرأة بالسفارة ومناصب السلك السياسي والتمثيل الخارجي.

وإذا كانت المرأة قد أدركت شأو الزعامة في مختلف وجوهها، ومترامي نواحيها، كما رأيت فيمن أسلفنا ذكرهن، فإن للمرأة فضلا عظيما على الدنيا، وحسنات جلى على الإنسانية، إذ هي التي أنشأت الزعامة أما، ورعتها والدة، وأعانتها زوجا، ورفهت عنها كشريكة في الحياة.

مس بونفيلد - وزيرة سابقة في بريطانيا.

وقد قدمنا لك في الفصول الأولى من هذا الكتاب أمثلة من الزعماء وكبار الهداة في العالم وسادة العلماء وأهل الاختراع الذين كان لأمهاتهم أو جداتهم أو قريباتهم أو أزواجهم فضل كبير في بروز نجومهم، واشتهار أمرهم، والنجاح العظيم الذي بلغوه.

Неизвестная страница