Золотые луга и шахты драгоценностей

Аль-Масуди d. 346 AH
135

Золотые луга и шахты драгоценностей

مروج الذهب ومعادن الجوهر

وأما أخبار الفيوم من صعيد مصر وخلجانها من المرتفع والمطاطي ومطاطي المطاطي، وهذه عبارة أهل مصر يريدون بذلك المنخفض، وكيفية فعل يوسف فيها وعمارته أرضها بعد كونها خربة ومصفاة لمياه الصعيد، وهى جزيرة قد أحاط الماء حينئذ لأكثر أقطارها، فقد أتيتا على، ذلك في الكتاب الأوسط فأغنى عن إعادته في هذا الكتاب، وكذلك في تسمية الفيوم فيوما، وأن ذلك ألف يوم، وما كان من خبر يوسف مع الوزراء وحسدهم إياه. وقد كانت مصر - على ما زعم أهل الخبرة والعناية بأخبار شأن هذا العالم - يركب أرضها ماء وينبسط على بلاد الصعيد إلى أسفل الأرض، وموضع الفسطاط في وقتنا هذا، وقد كان بدء ذلك من موضع يعرف بالجنادل بين أسوان والحبشة وقد قدمنا ذكر هذا الموضع فيما سلف من هذا الكتاب، إلى أن عرض لذلك موانع من انتقال الماء وجريانه، وما ينقل من التربة بتياره من موضع إلى موضع فيصب من بعض المواضع من بلاد مصر على حسب ما وصفنا عن صاحب المنطق في عمران الأرض وخرابها فيما سلف من هذا الكتاب، فسكن الناس بلاد فصر، ولم يزل الماء ينصب عن أرضها قليلا قليلا حتى امتلأت أرض مصر من المدن والعمائر، وطرقوا للماء، وحفروا له الخلجانات، وعقدوا في وجهه المسناة، إلا أن ذلك خفي على ساكنيها، لأن طول الزمان أذهب معرفة أول سكناهم كيف كان ذلك، ولم نتعرض في هذا الكتاب لذكر العلة الموجبة لامتناع المطر بمصر ولا لكثير من أخبار الإسكندرية وكيفية بنائها، والأمم التي تداولتها والملوك التي سكنتها من العرب وغيرهم؟ لأنا قد أتينا على ذلك في الكتاب الأوسط، وسنذكر بعد هذا الموضع جملا من أخبارها، وجوامع من كيفية بنائها، وما كان من أمر الإسكندر فيها.

بين ابن طولون ورجل من مصر

Страница 153