Золотые луга и шахты драгоценностей

Аль-Масуди d. 346 AH
134

Золотые луга и шахты драгоценностей

مروج الذهب ومعادن الجوهر

قال االمسعودي: وأما المقاييس الموضوعة بمصر لمعرفة زيادة النيل ونقصانه فإني سمعت جماعة من أهل الخبرة يخبرون أن يوسف النبي صلى الله عليه وسلم، حين بنى الأهرام، اتخذ مقياسا لمعرفة زيادة النيل ونقصانه، وأن ذلك كان بمنف، ولم يكن الفسطاط يومئذ، وأن دلوكة الملكة العجوز وضعت مقياسا بأقصى الصعيد، ووضعت أيضا مقياسا آخر ببلاد إخميم، فهذه المقاييس الموضوعة قبل مجيء الإسلام، ثم ورد الإسلام، وافتتحت مصر، وكانوا يعرفون زيادة النيل بما ذكرنا ونقصانه بما وصفنا، إلى أن ولي عبد العزيز بن مروان، فاتخذ مقياسا بحلوان، وهو صغير الذراع، وحلوان فوق الفسطاط، ثم اتخذ اسأمه بن زيد التنوخي مقياسا بالجزيرة التي تدعى جزيرة الصناعة، وهي الجزيرة التي بين الفسطاط والجيزة، والمعبر عليها من الفسطاط على الجسر، ثم منها على جسر آخر إلى الجيزة، وهو الجانب الغربي، لأن الفسطاط من الجانب الشرقي، وهذا المقياس الذي أتخذه اسأمه بن زيد التنوخي هو أكثرها استعمالا، واتخذ ذلك في أيام سليمان بن عبد الملك بن مر وأن، وهو المقياس الذي يعمل عليه في وقتنا هذا - وهو سنة اثنتن وثلاثين وثلثمائة - بالفسطاط، وقد كان من سلف يقيسون بالمقياس الذي بمنف، ثم ترك استعماله، وعملى على مقياس الجزيرة المعمول في أيام سليمان بن عبد الملك، وفي هذه الجزيرة مقياس آخر لأحمد بن طولون، والعمل عليه عند كثرة الماء، وترادف الرياح، واختلاف مهابها، وكثرة الموج، وقد كانت أرض مصر كلها تروي من ست عشرة ذراع ا عامرها وغامرها، لما أحكموا من جسورها، وبناء قناطرها، وتنقية خلجانها، وكان بمصر سبع خلجانات: فمنها خليج الإسكندرية، وخليج سخا، وخليج دمياط، وخليج منف، وخليج الفيوم، وخليج سرعوس، وخليج المنهي.

وكانت مصر فيما يذكر أهل الخبرة أكثر البلاد جنانا، وذلك أن جنانها كانت متصلة بحافتي النيل من أوله إلى آخره، من حد أسوان إلى رشيد، وكان الماء إذا بلغ في زيادته تسعة أفرع دخل خليج المنهي وخليج الفيوم وخليج سرعوس وخليج سخا، وكان الذي ولي حفر خليج سردوس لفرعون عدو الله هامان، فلما ابتدأ في حفره أتاه أهل القرى يسألونه أن يجري الخليج إلى تحت قراهم، ويعطوه على ذلك ما أراد من المال، وكان يعمل ذلك حتى اجتمعت له أموال عظيمة، فحمل تلك الأموال إلى فرعون، فلما وضعها بين يديه سأله عنها فأخبره بما فعل، فقال فرعون: إنه ينبغي للسيد أن يعطف على عبيدة، ويفيض عليهم معروفه، ولا يرغب فيما في أيديهم، ونحن أحق من فعل هذا بعبيده، فاردد على أهل كل قرية ما أخذته منهم، ففعل ذلك هامان، ورد على أهل كل قرية ما أخذ منهم، فليس في الخلجان التي بأرض مصر أكثر عطوفا وعزاقيل من خليج سردوس، وأما خليج الفيوم، وخليج المنهي فإن الذي حفرهما يوسف بن يعقوب صلى الله عليه وسلم، وذلك أن الريان بن الوليد ملك مصر لما رأى رؤياه في البقر والسنابل وعبرها يوسف عليه السلام استعمله على ما كان يلي من أرض مصر، وقد أخبر الله بذلك عند إخباره عن نبيه يوسف بقوله " اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم " .

معاونة المسلمين الكفار

قال المسعودي: وقد تنازع أهل الملة في تصرف المؤمنين مع الفاسقين: فمنهم من رأى أن الملك كان مؤمنا، ولولا ذلك ما وسع يوسف معاونة الكفار والتصرف في أوامرهم ونواهيهم، ومنهم من رأى أن ذلك جائز على ما توجبه أحوال الوقت والأصلح للحال، وقد ذكرنا قول كل فريق من هؤلاء في كتابنا في المقالات في أصول الديانات.

الفيوم

Страница 152