الخلاصة أن المظلات الدلالية تختلف من لغة إلى لغة، ولا يمكن الموازنة بينها، والمترجم مطالب بأن يبحث عن المعنى الدقيق الذي يدل عليه كل لفظ مظلي الدلالة، وهذا ما سنفعله في الأبواب التالية التي نناقش فيها الكلمات ذات الدلالات الغامضة أو الزئبقية، وإن لم تكن جميعا مظلية! وأنا أضع في هذه الأبواب عصارة خبرتي على امتداد ربع قرن مع أعقد الكلمات الزئبقية أو الحربائية؛ أي التي تغير لون جلدها بتغير المكان الذي توجد فيه، وأرجو أن يشاركني القارئ التفكير، بل وأن يختلف معي إذا توافر له من الخبرة ما يثبت خطأ ما قد أذهب إليه.
الباب الرابع:
access
(1-4) هذه أولى الكلمات الصعبة بالمعنى الذي حددناه آنفا؛ ألا وهو تعدد الترجمات بتعدد السياقات. وللكلمة معنيان جوهريان؛ الأول منهما هو الذي يمثل صعوبة؛ ولذلك سنبدأ بالثاني (على قلة شيوعه) وهو النوبة؛ أي ما ينتاب الإنسان فجأة؛ كنوبة الغضب أو سورة اليأس أو ارتفاع الحرارة (الحمى) المفاجئ، ويستخدم الأول متبوعا بحرف الإضافة
of ، وهذه بعض الأمثلة: (1) When he heard of the collapse of his plan, he had an access of despair. (1) عندما سمع بانهيار مشروعه (خطته) استولى عليه اليأس. (2) She felt fine in the morning but had an access of fever at lunch time. (2) كانت بصحة جيدة في الصباح ولكنها أصيبت بالحمى في الظهيرة. (3) He had an access of rage the minute he set eyes on his opponent. (3) ما إن لمح خصمه حتى ثارت ثائرته (حتى ثار وفار).
ويستعمل الأمريكيون هذا الاسم بمعنى آخر هو الزيادة أو النمو؛ أي إنه معنى مقصور على أبناء العالم الجديد، وغير معروف في بريطانيا أو أستراليا: (4) There was an access of dissatisfaction in the court room as the defendant was given a light sentence. (4) ازداد استياء الحاضرين في «قاعة» المحكمة عندما صدرت عقوبة مخففة على المتهم.
وكل هذه المعاني «الثانوية» تنبع من المصدر الأول لمعنى الاسم وهو الدخول؛ فهو مشتق من الاسم اللاتيني
accessus ، وهو اسم المفعول من
accedere
بمعنى
Неизвестная страница