148

Мунсиф для Сарика

المنصف للسارق والمسروق منه

Исследователь

عمر خليفة بن ادريس

Издатель

جامعة قار يونس

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٩٩٤ م

Место издания

بنغازي

قال أبو محمد: وليس الأمر عندي كما ذهب إليه، لأن القائل) ليس فلان بشيء (وقد دلّ على مراده بأن أثبت له حقيقة ثم نفاه نفي استصغار فقد فهم مقصده ومن شأن العرب فيما فهم معناه عنها الحذف فإذا أشكل لم يحذف وفي الكلام محذوف بالضرورة لأنها لا تثبت وتنفي في زمان واحد وإنما يريد ليس فلان بشيء طائل أو كبير فأما قوله: إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا فلا يسوغ فيه هذا التأويل من الحذف وأما الهارب فالذي يحسن فيه قول جرير: ما زالَ يحسبُ كُلَّ شيءٍ بَعْدهمْ ... خيلًا تكُّرُ عليهم وَرجالا وقد أبان مقصده بقوله:) تكر عليهم ورجالا (، وأبو الطيب يذكر أنهم إذا رأى هاربهم غير شيء ظنه رجلًا والرؤية لا تقع إلاّ على مرئي، فإن قال قائل هذا على مذهب من استحسن المبالغة المستحيلة أبلغ قلنا له ما ادعاه جرير يصلح للجنون، لأن الفزع يبلغ بصاحبه إلى أن يرى شخصًا غير رجل فيظنه رجلًا لأن الجنون يرى أشياء لا حقيقة لها لا يرى ذلك غيره من صح عقله، فأما قول القائل:

1 / 248