إلى تقصير أو فساد.
وقال المتنبي:
وأيقَنَ النَّاسُ أنَّ زَارعِها ... بالمكْرِ في قَلْبِهِ سَيحصُدُها
يعني الضربة.
وقال أبو العتاهية:
غدًا تُفي النّفوسُ ما كَسبت ... وَيحصدُ الزَارعون ما زرعوا
وهذا من قسم ما أخذ عليه وإنْ فارق ما قصد به إليه.
وقال المتنبي:
تَبكي على الأْنصُلِ الغُمود إذا ... أنْذَرها أنّهُ يُجَرّدُها
لعِلْمها أنها تَصِيرُ دَمًا ... وأنَّهُ في الرقابِ يُغْمِدُها
جعل العلة في بكاء الغمود عليها أنها تعمد في الرقاب ولا بد من مسح النصل من الدم فيعود إلى حاله وإلاّ نبا إن ترك وأمّا إغمادها في الرقاب فذلك بمقدار زمان يقع اللقاء فيه
فما تبكي الغمود من ذلك إلاّ أن يكون إذا سل سيوفه يصير من رقاب إلى رقاب فلا تعود أبدًا إلى غمودها وهل فيها حسن يوجب لها إلفًا فتبكي لفقد ما ألفت؟ وأظن أنّ أبا الطيب أستضعف نسج هذه القصيدة فجعلها مما قاله في الصبي ليقوم عذره في ضعفها وفائدة هذا الشعر أنّه في الرقاب يغمدها وهو مأخوذ من بيت أنشده ابن قتيبة: