سفيان بن عيينة بن أبي عمران قال سفيان بن عيينة لما بلغت خمس عشرة سنة دعاني أبي فقال لي: يا سفيان قد انقطعت عنك شرائع الصبا فاحتفظ من الخير تكن من أهله، ولا يغرنك من اغتر بالله فمدحك بما يعلم الله خلافه منك فانه ما من أحد يقول في أحد من الخير إذا رضى إلا وهو يقول فيه من الشر مثل ذلك إذا سخط فاستأنس بالوحدة من جلساء السوء لا تنقل احسن ظني بك إلى غير ذلك ولن يسعد بالعلماء إلا من أطاعهم.
قال سفيان فجعلت وصية أبي قبلة أميل معها ولا أميل عنها.
وعن ابن معاذ قال سمعت سفيان بن عيينة يقول من تزين للناس بشيء يعلم الله منه غير ذلك شانه الله.
وعن النعمان قال سمعت ابن عيينة يقول ليس من حب الدنيا طلبك ما لا بد منه.
قال سفيان بن عيينة إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل فما اصنع بالعلم الذي كتبت? وعن علي بن الجعد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول من زيد في عقله نقص من رزقه.
قال سفيان بن عيينة أرفع الناس منزلة من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء.
وقال من رأى انه خير من غيره فقد استكبر وذلك أن إبليس إنما منعه من السجود لآدم عليه السلام استكباره.
وعن سعيد بن داود عن ابن عيينة قال من كانت معصيته في الشهوة فارج له التوبة فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له فإذا كانت معصيته في كبر فاخش على صاحبه اللعنة فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن.
وعن إسحاق بن منيب قال: قال سفيان بن عيينة لم يعرفوا حتى احبوا أن لا يعرفوا.
وعن بكر العابد قال قلت لسفيان بن عيينة يا أبا محمد أبلغك أن الناس يزدحمون يوم القيامة? فقال: الأقدام يوم القيامة هكذا ووضع يده فوق الأخرى، ثم قال بكر بلغني أن الناس يخرجون من قبورهم وهم يقولون الماء الماء، العطش العطش.
قال ابن عيينة أصابتني ذات يوم رقة فبكيت فقلت في نفسي لو كان بعض أصحابنا لرق معي ثم غفوت فاتاني آت في منامي فرفسني وقال يا سفيان خذا أجرك ممن أحببت أن يراك.
Страница 73