من الطبقة الرابعة عبد العزيز بن أبي رواد مولى المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة ذهب بصر عبد العزيز بن أبي رواد عشرين سنة لم يعلم به أهله ولا ولده فتأمله ابنه ذات يوم فقال له يا أبت ذهبت عينك قال نعم يا بني الرضا عن الله تعالى اذهب عين أبيك منذ عشرين سنة.
وعن شعيب قال جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد خمسمائة مجلس فما احسب صاحب الشمال كتب شيئا.
وعن يوسف قال مكث عبد العزيز بن أبي رواد أربعين سنة لم يرفع طرفه إلى السماء فبينما هو يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور أبو جعفر في خاصرته بإصبعه، فالتفت إليه فقال: قد علمت أنها طعنة جبار.
وعن خلاد بن يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال كان يقال من رأس التواضع الرضا بالدون من شرف المجالس وكان يقول في رأس كل إنسان حكمة أخذ بها ملك فإن تواضع لربه رفعه.
وقال انتعش رحمك الله وإن تكبر قمعه وقال: اخسأ خسأك الله.
قال رجل لعبد العزيز بن أي رواد كيف أصبحت فبكى وقال أصبحت والله في غفلة عظيمة عن الموت مع ذنوب كثيرة قد أحاطت بي واجل يسرع كل يوم في عمري وموئل لست ادري علام اهجم? ثم بكى.
قال عبد العزيز بن أبي رواد لرجل: ومن لم يتعظ بثلاث لم يتعظ بشيء الإسلام والقرآن والمشيب.
زمعة بن صالح المكي
كان زمعة نازلا عندنا وكان له أهل وبنات وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته:
يا أيها الركب المعرسونا ... 0أكل هذا الليل ترقدونا ... 0ألا تقومون فترحلونا
قال فيتواثبون فيسمع من ههنا باك، ومن ههنا داع، ومن ههنا قارئ، ومن ههنا متوضئ فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته عند الصباح يحمد القوم السرى - رحمه الله.
من الطبقة الخامسة
Страница 72