Море, закат и другие рассказы: Избранные рассказы Юкио Мисимы
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Жанры
4
كان راهب معبد شيغا في صراع في معركته ضد الجسد في شبابه، كان هناك أمل فيما سيحصل عليه في الآخرة، لكن هذه المعركة اليائسة بعد وصوله إلى تلك الشيخوخة والكبر، كانت مرتبطة بإحساس بخسارة لا سبيل إلى تعويضها.
وهو وإن كان إكمال حبه لمحظية الإمبراطور مستحيلا استحالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، فإنه كذلك يستحيل عليه المضي قدما في السير تجاه الأرض الطاهرة، طالما ظل أسيرا لهذا الحب.
إن الراهب العظيم الذي كان يعيش في حالة تحكم كامل في مشاعره لا مثيل لها في هذا العالم، أصبح مصيره يلفه الغموض تماما في طرفة عين، إذا كان الأمر كذلك؛ فلعل الشجاعة التي حارب بها معركة الشباب وانتصر فيها، ربما كانت قد تولدت من كبريائه وفخره أنه يمتنع بمحض إرادته الذاتية عن القيام بأفعال يمكنه فعلها بسهولة إذا رغب في ذلك.
تملك الرعب مرة أخرى من الراهب العظيم؛ فلقد انتبه إلى الظلام العميق لهذه الدنيا التي لا يعرف ماذا ينتظره منها لو تحرك خطوة واحدة إلى الأمام، فحتى لحظة اقتراب تلك العربة الفاخرة من ضفاف بحيرة شيغا، كان يؤمن أن ما ينتظره في القريب العاجل هو الوصول إلى «النيرفانا» ولا غيرها.
ولكن بعد تلك اللحظة الفارقة أصبحت مختلف أشكال التأمل الديني، من تأمل قاعدة اللوتس، والتأمل في مجمل الأشياء، والتأمل في الأجزاء، جميعها بلا فائدة؛ ففي كل مرة يبدأ فيها التأمل، يظهر أمام عينيه دائما وجه المحظية الجميل، وحاول كذلك تأمل مياه البحيرة ولكن كان ذلك أيضا عديم الفائدة؛ لأن وجه المحظية الجميل كان يهتز من تحت موجات البحيرة الخفيفة.
وبالطبع كخلاصة طبيعية، حاول الراهب العظيم بذل جهوده في جعل قلبه مبهما غير مستقر عن طريق تشتيته؛ لإدراكه أن التركيز لا ينفع قدر ما يضر. ولقد أدهشه أن التركيز في الواقع يؤدي على العكس إلى حيرة عميقة؛ ولذا لم يكن أمامه إلا محاولة فعل العكس، أي ليس أمامه إلا الاعتراف بوجود الحيرة. واعتقد أنه عندما ينهزم القلب من ثقل الضغط عليه، يكون على العكس من الأسهل الهروب من محاولة الهروب من خلال تركيز أفكاره عمدا على وجه المحظية.
أحس الراهب العظيم بمتعة جديدة في تزين شبح المحظية بطرق مختلفة كما يزين تمثال بوذا بالتيجان والأكاليل. لم يدر سبب إحساسه بالسعادة، وهو يقوم بتلك الطريقة بجعل محبوبته ذات وجود أكثر عظمة وأكثر بعدا عنه وأكثر استحالة. أليس الطبيعي أن يرسم المحظية في خياله كجسد امرأة عادية قريبة منه؟ أليس بهذه الطريقة يحصل المحب على فائدة من حبه، ولو على الأقل في داخل خياله فقط؟
لقد كان الراهب العظيم كلما فكر بهذه الطريقة يجد أن ما يرسمه خياله للمحظية ليس مجرد جسد، ولا هو مجرد شبح خيالي، بل كان الراهب بكل تأكيد يرسم جوهرا حقيقيا وواقعيا. وكان من العجيب أن يبحث عن ذلك الجوهر في امرأة. إن الراهب ذا الأخلاق الرفيعة حتى مع وقوعه في الحب، لم يفقد خصلة التدريبات الدائمة في محاولة التقرب من الجوهر، حتى ولو من خلال التجريد. صارت محظية الإمبراطور الآن متوحدة مع زهرة لوتس هائلة من مائتين وخمسين يوجانا. لقد أصبحت وهي نائمة مستندة على عدد كبير من أزهار اللوتس، بحجم عملاق أكبر من جبل سوميرو، بل ومن الدولة بأكملها.
في الواقع أنه كلما حول الراهب العظيم حبه إلى شيء مستحيل، كانت خيانته لبوذا أكثر عمقا. والسبب أن استحالة هذا الحب، يرتبط بشكل ما مع استحالة تحقيق النيرفانا. وكلما اعتقد أنه حب ميئوس منه، أصبحت الخيالات أكثر تأكيدا، وأصبحت أفكاره الدنسة راسخة في أعماقه. وإذا اعتقد أن حبه أصبح ممكنا، لربما على العكس يصبح من السهل تولد اليأس منه، ولكن هذا الحب المستحيل أصبح راسخا عتيدا يغطي سطح الأرض مثل البحيرة الهائلة ولا تبدو أي بوادر لتزحزحه عن مكانه.
Неизвестная страница