فأخذه أبو نواس الحكمي فقال:
تتأبى الطير غدوته ... ثقةً بالشبع من جزره
فأخذه مسلم بن الوليد فقال:
قد عود الطير عاداتٍ وثقن بها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل
فأخذه أبو تمام حبيب فقال:
وقد ظللت عقبان أعلامه ضحىً ... بعقبان طيرٍ في الدماء نواهل
أقامت مع الرايات حتى كأنها ... من الجيش إلا أنها لم تقاتل
فكلهم قصر عن النابغة لأنه زاد في المعنى وأحسن التركيب ودل على أن الطير إنما أكلت أعداء الممدوح، وكلامهم كلهم مشترك يحتمل ضد ما نواه الشاعر، وإن كان أبو تمام قد زاد في المعنى على أن الطير إذا شبعت ما تسأل أي القبيلين الغالب، وقد أحسن أبو الطيب المتنبي في قوله:
له عسكرا خيلٍ وطيرٍ إذا رمى ... بها عسكرًا لم يبق إلا جماجمه
ويتوجه عليه أن هذا الطير لأي معنى عافت الجماجم دون عظام السوق والأذرع والعصائص والفقرات، وقال أبو عامر:
وتدري سباع الطير أن كماته ... إذا لقيت صيد الكماة سباع
1 / 56