داء ليس بداء مؤلم فشبهه بالداء اذ كان مفسدا للرجل مؤديا له سوء الثناء كما ان الداء يؤل إلى طول الضنا، والمقصد في هذا النهى عن البخل.
وقوله ﵌ "الأعمال بالنيات" يريد أن الرجل إذا عمل عملا من صلاة او صيام او صدقة او باب من ابواب البر فنوى أن ذلك لله لا لرئاء الناس كان ذلك العمل مقبولا، وهذا تحريض على إخلاص النية؛ فذلك العمل حينئذ المراد به وجه الله ﷿.
وقوله ﵌ "الحياء خير كله" لم يرد ﵇ الحياء الداعى الى البقاء في الفهاهة القاعد بالمرء عن بلوغ المراد في الخطاب والقصور عن تناول الحجة وإنما الحياء الرادع عن ارتكاب الحرام والمحارم والتلطخ بالمدانس، وهذا كقوله في حديث آخر "وإن مما ادرك اهل الجاهلية من كلام النبوة اذا لم تستحيى فاصنع ما شئت" أي اعمل كل ما لا يستحيى منه من مثله (١).
وقوله ﵌ "اليمين الفاجرة تدع الدار بلاقع (٢) " هذا نهى عن الاقدام عن احتجاز (٣) أموال الناس بالأيمان فمن حلف على يمين فاجرة ليقطع بها مال امرئ مسلم او يحوز بها ما ليس له او يدفع بها حقا عليه عاجلته العقوبة فاجتاحته فتركت داره بلاقع اى أقفرته حتى لا تبقى له شيئا، والبلقع: القفر الذي لا شىء فيه، قال أبو بكر: قد كانت العرب في الجاهلية تستحلف بالنار والملح، وهو الذى كانوا يسمونه التهويل فيحلف الرجل على الكذب فيمعر (٤) ماله ويثكل ولده ولذلك سمى الحطيم بمكة لأنهم كانوا يحلفون عنده فيحطم المبطل، وقد قالت العرب: "نعوذ بالله من قرع الفناء وصفر الإناء" يريدون ذهاب المال.
وقوله ﵌ "سيد القوم خادمهم" هذا كلام
_________
(١) كذا والظاهر: "عمله".
(٢) والحديث المشهور: "اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع".
(٣) لعله: احتجان.
(٤) (المعر): ذهاب الشعر عن الرأس وغيره، معر يمعر معرا، والأصل في المعر ذهاب الشعر عن أشاعر الفرس، ثم كثر حتى استعمل في غير ذلك. جمهرة اللغة ٢: ٧٧٣. ش
1 / 9