عرفنا من هؤلاء دوروتاوس أحد معلمي الشريعة في بيروت كان من جملة العلماء الذين استدعاهم الملك يوستنيانس؛ لتنقيح الشرائع وضمها إلى مؤلف واحد، وقد اختاره يوستنيانس لوضع كتاب في القواعد والضوابط الأولى لهذا العلم تيسيرا لتعلمه فأتمه مع غيره من العلماء، وهو المسمى كتاب المراسيم، وكان مع دوروتاوس عالم آخر من معلمي الشريعة في بيروت عاونه في تأليف كتاب الديجستي في الشريعة مع غيرهما من العلماء.
أفاغريوس
هو مؤرخ شهير ولد بحماة سنة 536، وأقام مدة في أنطاكية يتعاطى محاماة الدعاوى، ثم انطلق إلى القسطنطينية وكان مكرما لدن الملكين طيبار وموريق ورقياه إلى مناصب رفيعة لم تشغله عن خدمة العلم، ونفع الناس به فقد ألف تاريخا دنيويا ابتدأ فيه من حيث انتهى توادوريطوس وسقراط أي: من سنة 431 وانتهى به إلى سنة 594، وترجم تاريخه من اليونانية إلى اللاتينية وترجمه إلى الإفرنسية العالم كوزان، وترى تاريخه في جملة مكتبة الآباء التي طبعها مين.
وروى أغاثيا (ك2 عدد 30) من تاريخه أنه كان في أيامه بسورية من العلماء هرميا وديوجان الفونيقيان وديسيدورس الغزي، ووصفهم بأنهم كانوا في أزهار أيامه أي : في القرن السادس، وذكر أيضا أورانيوس الصوري وقال: إنه أتى إلى القسطنطينية يتعاطى صنعة الطب، وأنه كان يدعي أنه فيلسوف أفلاطوني.
الفصل الثاني عشر
في تاريخ سورية الديني في القرن السادس
(1) في من اشتهر من بطاركة أنطاكية في هذا القرن
من هؤلاء ساويروس وكان مغويا بغواية أوطيخا، ولد في بلاد فارس وثنيا ودرس العلوم في بيروت، وتنصر في أطرابلس نصره أسقف كاثوليكي وانضوى إلى دير قريب من غزة، ثم مضى إلى مصر فشائع بطرس الألثغ البطريرك الإسكندري مناصبا تيموتاوس البطريرك الكاثوليكي، ثم أتى في مقدمة جمهور من الرهبان إلى القسطنطينية مهيجا بين القوم لمخالفة رسوم المجمع الخلكيدوني، واتصل إلى عزل مكدونيوس البطريرك القسطنطيني، وإقامة تيموتاوس بطريركا عاونه لدى الملك إنسطاس على طرد أفلابيانس بطريرك أنطاكية من كرسيه، وترقية ساويروس إلى هذا الكرسي سنة 512، وفي يوم ارتقائه حرم المجمع الخلكيدوني ورسالة القديس لاون البابا، وظل يدبر مهام هذه البطريركية بالعنف والاعتساف والاضطهاد للكاثوليكيين خمس سنين، وبعض أشهر إلى أن عاجلت المنية إنسطاس الملك، وخلفه الملك يوستينوس الصالح سنة 517، فأمر بعقد مجمع في القسطنطينية أيد مراسيم المجمع الخلكيدوني وحرم ساويروس، وأمر الملك بالقبض عليه وقطع لسانه ففر من أنطاكية إلى الإسكندرية، ثم أتى إلى القسطنطينية وطرد منها بأمر البابا أغابيتوس الثاني، فعاد إلى مصر بزي راهب إلى أن قضى أجله سنة 542 على الأظهر ... والذي نعرفه من تآليفه كتاب كبير ردا على مزاعم بعض الأراطقة، وله مائتان وخمس وتسعون قصيدة في الأوزان الثمانية، وذكر له السمعاني بعض كتب ورسائل وابن العبري كتابا عنونه محب الحق شرح فيه مباحث الطبيعتين في المسيح واليعاقبة يبتدئون به سلسلة بطاركتهم.
وخلفه عند الكاثوليكيين بولس سنة 519، وقد جد في المحاماة عن رسوم المجمع الخلكيدوني، ودبر البطركية ثلاث سنين واعتزلها، فخلفه إفراسيوس من أورشليم وتوفي تحت أنقاض داره بالزلزال الذي أصاب أنطاكية، وخلفه إفرام الأمدي سنة 527، وكان واليا في أنطاكية لما دمرتها الزلازل، وما أبداه من الغيرة على المصابين حمل على انتخابه بطريركا، وتوفاه الله سنة 545، وخلفه دمنوس واستمر في البطريركية إلى سنة 565 حين قام بعده إنسطاس، وكان راهبا من أديار فلسطين وقاوم الملك يوستنيانس في متابعته بدعة من زعموا أن جسد المسيح لم يكن محلا للفساد، فأمر هذا الملك بنفيه، ولكن عاجلته المنية سنة 565، فلم ينفذ حكمه ولكن جدد الأمر بعزله الملك يوستينوس الثاني سنة 569، وارتقى إلى البطركية غريغوريوس وكان شهيرا بصناعة الشعر، وورعا فاضلا رحوما وتوفي سنة 584 فعاد إنسطاس إلى البطريركية إلى أن توفاه الله سنة 598، وقام بعده إنسطاس الثاني وناصب اليهود الذين هاجوا على النصارى في أنطاكية، فقبضوا عليه وجروه في المدينة حتى لقي ربه سنة 610. (2) في بطاركة أورشليم في القرن السادس
كان منهم في أوائل هذا القرن يوحنا بن مرقيان، وشرط عليه الوالي أن يشترك مع ساويروس بطريرك أنطاكية، فأبى وبلغ ذلك الملك إنسطاس فاستشاط غيظا، وأمر بإلقاء البطريرك في السجن، فخرج منه بحيلة واجتمع مع جم غفير من الرهبان والمؤمنين في الكنيسة، وحرموا ساويروس وكل من لا يخضع لرسوم المجمع الخلكيدوني، وأظهروا من الثبات ما راع الوالي وجعل إنسطاس يصمت عنه، وتوفي يوحنا سنة 524، وخلفه بطرس وعقد مجمعا سنة 536 حرم به أنتيموس البطريرك القسطنطيني وسايروس البطريرك الأنطاكي وتوفي سنة 544، فخلفه مكاريوس، ولكن عزله الملك يوستنيانس ورقي بعد عزله أوسطوكيوس، ثم عزل سنة 563 ولا يعلم سبب عزله ولا حين وفاته، وعاد مكاريوس حينئذ إلى بطريركية أورشليم إلى أن لقي ربه سنة 574، وخلفه يوحنا الرابع واستمر على الكرسي البطريركي إلى سنة 594، وخلفه عموس فدبر مهامها إلى سنة 600.
Неизвестная страница