الثاني:
بولس الرسول: وهو شاول من سبط بنيامين، ولد بترسيس وأصل أهله من الجش بالجليل، ولم يكن من عداد الرسل الذين اختارهم المسيح بحياته، بل دعاه بعد صعوده إذ ضربه ملك الرب وهو منطلق إلى دمشق؛ ليضطهد المسيحيين فأعماه وأرسله إلى حنانيا فأعاد إليه بصره وعمده، وأخذ في التبشير بدمشق وبلاد العرب ، ثم أتى إلى أورشليم وخرج مبشرا اليهود والأمم في سورية وآسيا الصغرى وبلاد اليونان وإيطاليا وإفرنسة وإسبانيا متحملا من المشاق والحبوس والجلد، والأعذبة ما ذكره في رسائله، ولا سيما في رسالته الثانية إلى القرنتيين (فصل 11)، وما ذكره في أعمال الرسل، وكتب إلى المؤمنين أربع عشرة رسالة باليونانية إلا رسالته إلى العبرانيين، فكتبها بلغتهم السريانية وقد سجنه نيرون برومة، ثم خلى سبيله سنة 62 أو سنة 63، فمضى إلى إسبانيا وغيرها مبشرا، ثم عاد إلى روما فقبض عليه مع بطرس الرسول، وقطع رأسه 29 حزيران سنة 67 في اليوم الذي صلب فيه بطرس الرسول.
الثالث:
يوحنا: وهو ابن زبدي وصالومي وأخو يعقوب الكبير، ولد ببيت صيدا وسماه المخلص مع أخيه بوانرجس أي: ابني الرعد؛ لشدة غيرتهما وعظمة إيمانهما، والأظهر أنه عاش متبتلا إلى الله، وكان المخلص يحبه حتى سمى نفسه التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وقد رافق المخلص إلى الجلجلة حيث قال له: يا يوحنا هذه أمك، ولأمه: يا امرأة هذا ابنك ... وقد رافق بطرس الرسول في بعض أسفاره للتبشير، وقد بشر في آسيا، وأقام مدة طويلة بإفسس وما جاورها واستمر فيها من سنة 66 إلى أن اقتيد إلى رومة سنة 95، وألقي في مرجل زيت يغلي فلم تمسه مضرة، ثم نفي إلى جزيرة بطموس، وهناك كتب كتاب رؤياه وعاد إلى إفسس سنة 97، فكتب إنجيله وجل ما تعمد فيه إثبات لاهوت المسيح، وعاش مديدا وتوفي بإفسس سنة 100 للتاريخ العامي، وله ثلاث رسائل أيضا كتبها في آخر عمره.
الرابع:
متى الرسول: ولد في الجليل، وكان عشارا يجبي العشر وسماه باقي الإنجيليين لاوي، وسمى نفسه متى، واختلف في محل تبشيره، فعن القديس إيرونيموس وغيره أنه بشر، ونال إكليل الشهادة ببلاد فارس، وعن سقراط وغيره أنه بشر في الحبشة، وقال بعضهم: إنه مات حتف أنفه، وبعضهم أن أحد ملوك الحبشة أرسل جنودا قتلوه وهو يقدس، وكتب إنجيله بالسريانية بطلب الرسل والمؤمنين قبل تفرق الرسل للتبشير، وترجم إلى اليونانية مذ القرن الأول.
الخامس:
يعقوب بن حلفي: ويوصف بالصغير تمييزا له عن يعقوب بن زبدي أخي يوحنا الرسول، ويسمى أخا الرب؛ لأنه كان نسيبا للمسيح من جهة أبيه حلفي أو من جهة أمه مريم، وصير أسقفا على أورشليم لكنه لم يباشر أسقفيته عليها إلا بعد براح بطرس والرسل لها، ويظهر أنه أقام على هذه الأسقفية نحوا من ثلاثين سنة إلى أن أشخصه إغريبا بشكوى ابن حنان رئيس الكهنة له بمخالفة السنة، وقضي عليه بالرجم وأصعدوه على إحدى شرفات الهيكل، فما انفك يصرخ بأن المسيح إله جالس عن يمين الله فطرحوه من شرفة الهيكل، ولم يمت بل جثا مصليا عن أعدائه، وأخذوا يرجمونه وتقدم قصار فضربه بهراوة على رأسه، ففاضت روحه سنة 62 أو سنة 63، ودفن في جانب الهيكل في محل شهادته، وله رسالة يظهر أنه كتبها سنة 63.
السادس:
أندراوس الرسول: وهو ابن يونا وأخو بطرس، وتتلمذ أولا ليوحنا المعمدان ودعاه يسوع إلى اتباعه قبل أخيه بطرس، وقد بشر ببلاد التتر بعد أن اجتاز مبشرا الجاليات اليونانية على البحر المتوسط إلى الدردنل، وبشر أخيرا في بلاد اليونان، ونال إكليل الشهادة مصلوبا بمدينة بتراس في إخائيا سنة 62.
Неизвестная страница