يعلم كل من له إلمام بالتاريخ أن الأرمن بعد تشبثهم ببدعة الطبيعة الواحدة زمانا مديدا، رجع بعضهم إلى الإيمان القويم في آونة متباينة، ولم يثبتوا إلى أن قام منهم ملكيور طاسباس مطران ماردين في أواسط القرن السابع عشر، وصار كاثوليكيا وانضم إليه جماعة، ولكن نفي إلى الأستانة بسعاية الأرمن غير الكاثوليكيين، ومات في منفاه سنة 1714، وفر حينئذ يعقوب مطران مرعش الكاثوليكي، ولجأ إلى البطريرك إسطفانوس الدويهي وأقام عنده في قنوبين عدة سنين، ورقى بطرس بطريرك كيليكيا إبريهام العينتابي الأرمني إلى أسقفية حلب سنة 1708، وكان كاثوليكيا، وفي سنة 1739 انتخب إبريهام المذكور بطريركا على كيليكيا، وسار إلى رومة فثبته البابا بناديكتوس الرابع عشر سنة 1742، وأنفذ رسالة إلى بطريرك الموارنة سنة 1743 يوصيه بها بالبطريرك إبريهام المذكور، فحضر إلى لبنان وجعل سكناه بدير الكريم بكسروان، وكان أربعة شبان قد أنشئوا هذا الدير، وانقطعوا به لعبادة الله، وأبدى الموارنة كل مساعدة وتكريم للبطريرك وجماعته، وتوفي إبريهام البطريرك سنة 1749، ودفن بدير الكريم، وخلفه السيد يعقوب مطران حلب وتثبت سنة 1750، وكان الشيخ شرف دهام الخازن قد وقف عليهم محل دير بزمار، فباشروا البناء فيه، وتوفي البطريرك يعقوب سنة 1753، وخلفه السيد ميخائيل مطران حلب وثبته البابا بناديكتوس الرابع عشر، وتوفي سنة 1770، وخلفه باسيليوس مطران أدنة سنة 1780، وتوفي سنة 1788، وخلفه غريغوريوس مطران أدنة أيضا، وأنشأ مدرستهم ببزمار سنة 1790 وتوفي سنة 1812.
وخلفه غريغوريوس الثاني مطران مرعش، وثبته البابا بيوس السابع سنة 1819 وتوفي سنة 1840، وخلفه يعقوب الثاني أماسيا سنة 1841، وتثبت سنة 1842، وتوفي سنة 1843 وخلفه ميخائيل أسقف قيسارية، ودعي غريغوريوس الثالث وتثبت سنة 1844، وبعد وفاته سنة 1866 حسن للكرسي الرسولي أن يضم الأرمن الذين يرعاهم الجاثليق المقيم بالأستانة إلى الأرمن المقيمين في بطريركية كيليكيا، ولدى اجتماعهم بعد وفاة البطريرك غريغوريوس انتخبوا السيد حسون جاثليق القسطنطينية بطريركا لكيليكيا أيضا سنة 1866، ونشأت في ملتهم اختلافات أفضت إلى انشقاق بينهم إلى حسونيين وكوبلييانيين، وحسن للكرسي الرسولي أن يسمي البطريرك حسون كردينالا، وانتخب الأرمن الكاثوليكيون السيد إسطفانوس عازريان بطريركا سنة 1881، وتوفي سنة 1899 وخلفه بولس عمانوليان، وتوفي في سنة 1904 وخلفه السيد صباغيان.
وكان الفراغ من تسويد هذا الموجز في 11 أيلول سنة 1905، تقبل الله أتعابي به كفارة عن سيئاتي الماضية، واستمدادا لما يراني أحوج إليه من نعمه في ما أبقاه لي من أنفاسي.
Неизвестная страница