من سكان سورية القدماء الفلسطينيون، وكانت مساكنهم في البلاد التي سميت باسمهم، وأصلهم من إكريت وغيرها من الجزر ومن آسيا الصغرى، أسرهم المصريون وأحلوهم في فلسطين وترى بعض أخبارهم في الكلام على العبرانيين.
السامريين
أصل هؤلاء من بلاد الكلدان قد جلاهم إلى سورية ملوك آشور من بلاد الكلدان، وأسكنوهم السامرة وما يليها بعد جلائهم بني إسرائيل إلى بابل.
قبائل أخرى
كان من سكان سورية قبل الشعوب المذكورين عدة عشائر يعرفون بالجبابرة، والأظهر أنهم ساميون، فمنهم: الرافائيم أي: الرفائيون وكانت مساكنهم في ما وراء الأردن في بلاد باسان، وقد جاء ذكرهم في سفر التكوين (ق14 عدد 5) بين العشائر التي ضربها كدرلاعومر ملك عيلام، ثم الزوزيم أي: الزوزينون وجاء ذكرهم في المحل المذكور، وفي تثنية الأشراع (فصل 2 عدد 20)، وكانوا يسكنون في الأرض التي سكنها بعدا العمونيون في عبر الأردن، ثم الأيميون وجاء ذكرهم في المحلين المذكورين، وكانت مساكنهم في شرقي البحر الميت، حيث سكن بعدا الموآبيون، ثم بنو عناق ويظهر أنهم المسمون نفيليم أي: الجبابرة وكانت مواطنهم في قرية أربع وهي الخليل، ثم العويون وجاء ذكرهم في التثنية (فصل 2 عدد 23)، وكانوا يسكنون القرى المجاورة غزة.
فهذه أخص القبائل التي توطنت بسورية إلى عهد إسكندر الكبير، وأشهرها وأعظمها ثلاث قبائل، وكانت مساكن الأولى منها في شمالي سورية، وهم الحثيون، ومواطن الثانية منها في وسط سورية وهم الفونيقيون، ومحل الثالثة منها في جنوبي سورية وهم العبرانيون، وسنفرد لتاريخ كل من هذه القبائل فصلا من الفصول التالية.
الفصل الثاني
في الحثيين
(1) في تاريخ الحثيين وعوائدهم وكتابتهم
إن تاريخ الحثيين حديث النشأة، فقبل نحو نصف قرن ما كان العلماء يعرفون من تاريخهم إلا بعض كلمات واردة في الكتاب، كشراء إبراهيم من عفرون الحثي المغارة المضاعفة مدفنا لسارة، وتزوج عيسو بامرأتين حثيتين، وتزوج داود بامرأة أوريا الحثي، وشراء سليمان الخيول لملوك الحثيين إلخ، على أن الاهتداء إلى حل رموز الخطوط الهيروكليفية والمسمارية قد كشف النقاب عن تاريخهم، فظهر أنهم كانوا مملكة مقتدرة فسيحة الأرجاء، وكانت بينهم وبين فراعنة مصر وملوك آشور حروب هائلة، وتتبع العلماء البحث عن آثارهم، فوجدوا لهم آثارا كثيرة عرفوا منها أين كانت مساكنهم ومهاجرهم، وما كانت معبوداتهم ونمط أبنيتهم، واكتشفوا على كثير من خطوطهم لكنهم لم يهتدوا إلى الآن إلى حل رموزها، ويؤمل اهتداؤهم إلى ذلك في وقت قريب.
Неизвестная страница