Диалоги Альфреда Норта Уайтхеда

Махмуд Махмуд d. 1450 AH
52

Диалоги Альфреда Норта Уайтхеда

محاورات ألفرد نورث هوايتهد

Жанры

فقال الأستاذ: «إن الدبلوماسية الجرمانية فعالة. إنهم يحسبون أنفسهم أبطالا خياليين. استطاعوا في عام 1914م أن يسبقوا العالم بمراحل دون قتال، ومع ذلك فقد أوجبوا على أنفسهم القتال. وإني لأتخيل أن رجال الصناعة عندهم قد أدركوا سخف هذا الاتجاه، ولكنهم خضعوا حينما استطاع رجال الحرب - كما حسبوا - أن يثبتوا أنها لن تدوم أكثر من ستة أسابيع أو ستة أشهر. وهل يطرأ لك أن نصف قرن من موسيقى فاجنر قد يكون له أثر كبير في وقوع هذه الكارثة؟ لقد كان أفلاطون يعرف ما يتحدث عنه حينما قال: إن «من الموسيقى ما يجافي الأخلاق.» إنها لا تتمشى مع قواعد الأخلاق. صحبتني مرة إلى كارمن فتاة صغيرة جميلة كي أستمع إليها في حفل عيد ميلادها. ولما انتهى الأداء، أذهلتني بسؤالها: «هل كانت كارمن حقا امرأة لطيفة؟» إن السؤال لم يطرأ لي من قبل قط.

فالمرء يستمتع بالموسيقى وينبذ أحكامه الخلقية السابقة. والألمان عاطفيون وحساسون للموسيقى، وفاجنر يستهويهم لافتخارهم بعنصرهم. وإني لأجرؤ على القول بأنه لو أقيمت بإنجلترا سلسلة من الأوبرات الفاخرة المذهلة حقا، ذات الموسيقى الرائعة والعروض البعيدة، ممجدة إنجلترا من عهد التيودور حتى عام 1914م، أقول بأن هذا يستطيع في جيل واحد أن يحطم العبقرية الإنجليزية في الحكم الذاتي السياسي.»

ولم أشأ أن أؤمن على هذا بأكثر من قولي: «إن الفكرة تدعو إلى القلق.» ولكني إمعانا في الصراحة زدت على ذلك قولي: «لعلك تعلم أني قد حضرت الحفل في بيروت في يوليو من عام 1933م، وكانت الذكرى الخمسين لوفاة فاجنر، ولقد حضر الشيطان أيضا؛ جاء هتلر، وحضر ست حفلات في ثمانية أيام، كما حضر الأوبرات الأربع؛ رنج وميشتر وسنجر وبارسفال، ثم جلس في مقصورة فاجنر في فستسبيلهاوس مع فراو وينفرد، أرملة سيجفرد، وكان قد استولى على الحكم منذ يناير فقط، وكانت النازية لا تزال في شهر العسل. جاء واتجه إلى ما بين المسرح والطعم بين صفين من الألمان، كل واحد منهم يستطيع أن يطعن بخنجرين جنبيه ويقضي عليه. وكان نضر البشرة، بني الشعر، لا تلحظه إذا مشى في الطرقات، وقد جلس في دار الأوبرا، يوما بعد يوم، يحضر حفلا في أثر حفل، وتعجبت في ذلك الحين ماذا عساه يستمد من تلك الحفلات!»

فقال هوايتهد: «رأينا بعد عام تطهيره الدموي الأول.»

وما دام الفنانون لا يلامون على طريقة استغلال أعمالهم، فقد تخلينا عن الحديث عن فاجنر إلى حين.

وبعد العشاء عدنا إلى المكتبة، وقد أسدلت فوق النوافذ الستائر الثقيلة السوداء المصنوعة من المخمل، وكانت نار الحطب تشتعل في الموقد تعلوها مدخنة سوداء.

وكانت مسز هوايتهد في زيها الأسود والأبيض المعهود، فبدت أنيقة ممتازة.

وكان هوايتهد يتحدث عن كيفية استكشاف الموهبة، وعما ينبغي عمله بها بعد استكشافها.

قلت: «أليس بعض العصور وبعض الحضارات مواتيا لتطور نوع معين من المواهب؟ ثم أوليس من المستحب أن نخلق حضارة تلائم جميع أنواع المواهب؟»

فابتسم في خبث وقال: «أعتقد أن أقصى ما نتطلب من الحضارة ألا تسحق كل نوع من أنواع المواهب.»

Неизвестная страница