Мугни аль-Либиб
مغني اللبيب
Редактор
د. مازن المبارك / محمد علي حمد الله
Издатель
دار الفكر
Номер издания
السادسة
Год публикации
١٩٨٥
Место издания
دمشق
علينا بِالصبرِ وسيرة الْمُحْسِنِينَ وَذَلِكَ مَحْكُوم لَهُ بِهِ فِي الْأَزَل وَهُوَ متصف بِهِ مذ عقل وَالْمرَاد فِي الْبَيْت أَنهم نَامُوا قبل مَجِيئه
وَمُقْتَضى كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّهَا فِي نَحْو وَالله لقد كَانَ كَذَا للتوقع لَا للتقريب فَإِنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ﴿لقد أرسلنَا نوحًا﴾ فِي سُورَة الْأَعْرَاف فَإِن قلت فَمَا بالهم لَا يكادون ينطقون بِهَذِهِ اللَّام إِلَّا مَعَ قد وَقل عَنْهُم نَحْو قَوْله
(حَلَفت لَهَا بِاللَّه ... الْبَيْت)
قلت لِأَن الْجُمْلَة القسمية لَا تساق إِلَّا تَأْكِيدًا للجملة الْمقسم عَلَيْهَا الَّتِي هِيَ جوابها فَكَانَت مَظَنَّة لِمَعْنى المتوقع الَّذِي هُوَ معنى قد عِنْد اسْتِمَاع الْمُخَاطب كلمة الْقسم اهـ
وَمُقْتَضى كَلَام ابْن مَالك أَنَّهَا مَعَ الْمَاضِي إِنَّمَا تفِيد التَّقْرِيب كَمَا ذكره ابْن عُصْفُور وَأَن من شَرط دُخُولهَا كَون الْفِعْل متوقعا كَمَا قدمنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي تسهيله وَتدْخل على فعل مَاض متوقع لَا يشبه الْحَرْف لتقريبه من الْحَال اهـ
الرَّابِع دُخُول لَام الِابْتِدَاء فِي نَحْو إِن زيدا لقد قَامَ وَذَلِكَ لِأَن الأَصْل دُخُولهَا على الِاسْم نَحْو إِن زيدا لقائم وَإِنَّمَا دخلت على الْمُضَارع لشبهه بِالِاسْمِ نَحْو ﴿وَإِن رَبك ليحكم بَينهم﴾ فَإِذا قرب الْمَاضِي من الْحَال أشبه الْمُضَارع الَّذِي هُوَ شَبيه بِالِاسْمِ فَجَاز دُخُولهَا عَلَيْهِ
٣ - الْمَعْنى الثَّالِث التقليل وَهُوَ ضَرْبَان تقليل وُقُوع الْفِعْل قد يصدق الكذوب وَقد يجود الْبَخِيل وتقليل مُتَعَلّقه نَحْو قَوْله تَعَالَى قد يعلم
1 / 230