الباري في العدم فعرفت أن السؤال محال والجواب الصحيح أن تقول الباري واجب الوجود فكان قبل العالم وجوده واجبا لا يعقل زمان لا يكون فكان ولا مكان ولا تقدير مكان فلما خلق العالم كان على ما كان والتغيير انما يرجع الى الحدوث اما من كان واجب الوجود فتغيره محال فلاح من هذا الأصل ان العالم عبارة عن المكان والمكان جوهر والجوهر والعرض مخلوقان والله ليس بمحدود وليس من جنس الجواهر والأعراض حتى يوصف بأنه داخل العالم وخارجه.
(الباب السابع فيما يلزم المكلف اعتقاده)
وذلك أن يعلم حدوث نفسه وحدوث جميع العالم وان الجواهر والاعراض محدثة واخراجه من العدم الى الوجود وجعل أعيان العالم أعيانا وأعراضها أعراضا ويعتقد أن الصانع واحد قديم لم يزل موجودا ولا يزال باقيا ولا يعدم ولا يفنى ولا يجوز عليه التنير والانتقال وانه ليس بجوهر ولا عرض ولا جسم ولا صورة ولا جسد ولا حركة ولا سكون ولا غم ولا فرح ولا سهو ولا غفلة وانه بلا كيفية ولا آنية وأنه منفرد باحداث الأعيان لا خالق غيره ثم يعتقد قدم الصفات من قدرته وعلمه وحياته بلا روح ولا نفس وقدرته على مقتدراته قدرة واحدة ويدرك بسمعه جميع
1 / 33