وأما الزهرة وعطارد فإن لهما من الشمس ست عشرة حالا فالأولى أن يكونا مع الشمس ويكون بينهما من الدقائق في الناحية التي يكونان فيها قدر ما يسميان صميمين فإذا جازا تلك الدقائق إلى المشرق انتقلا إلى الحال الثانية ويسميان محترقين إلى أن يصير بينهما وبين الشمس دون سبع درجات فأما الزهرة خاصة فإنها ربما رئيت في المشرق أو في المغرب وهي مع الشمس في دقيقة واحدة وإنما يكون كذلك إذا كانت في غاية عرضها وذلك لأن أكثر عرضها ثماني درجات وست وخمسين دقيقة على ما زعم بطلميوس فإذا كانت الزهرة على هذه الحال من كثرة العرض والرؤية فإنها لا تسمى محترقة بل تسمى ظاهرة حتى يكون عرضها دون سبع درجات وتقرب من الشمس بالعرض قربا لا ترى فتسمى حينئذ محترقة فإذا تباعدا عنها تمام الدرجات السبع في الطول فقد جازا الاحتراق ويقال لهما تحت الشعاع وصارا إلى أول نهوضهما للتشريق وصلحا أن يعطيا السنين الكبرى والدستورية إلى أن يكون بينهما وبين الشمس دون اثنتي عشرة درجة فإذا تمت لهما هذه الدرجات انتقلا إلى الحال الرابعة وهي حال التشريق القوي فلا يزالا على حالهما إلى أن يقيما فإذا أقاما فهما في الحال الخامسة فإذا استقاما في المشرق فهما في الحال السادسة إلى أن يسرعا ويقاربا من الشمس فإذا كان بينهما وبينها في المشرق اثنتا عشرة درجة انتقلا إلى الحال السابعة ويقال لهما تحت الشعاع فقط إلى أن يكون بينهما وبينها ست درجات ثم هناك ينتقلان إلى الحال الثامنة ويسميان تحت الشعاع محترقين إلى أن يصيرا صميمين فإذا صمما الشمس انتقلا إلى الحال التاسعة فإذا جازا تلك الدقائق المعلومة إلى المغرب انتقلا إلى الحال العاشرة ويقال لهما في تلك الحال محترقين إلى أن يصير بينهما وبين الشمس في المغرب سبع درجات ثم عند ذلك ينتقلان إلى الحال الحادية عشرة ويقال لهما تحت الشعاع إلى أن يصير بينهما وبينها خمس عشرة درجة فإذا جازا هذه الدرج انتقلا إلى الحال الثانية عشرة ما داما مستقيمين في المغرب فإذا أقاما صارا في الحال الثالثة عشرة فإذا رجعا صارا في الحال الرابعة عشرة إلى أن يقربا من الشمس ويكون بينهما وبينها خمس عشرة درجة ثم هناك ينتقلان إلى الحال الخامسة عشرة ويقال لهما تحت الشعاع إلى أن يصير بينهما وبينها سبع درجات ثم هناك ينتقلان إلى الحال السادسة عشرة ويقال لهما محترقين إلى أن يصيرا إلى الحال الأولى من الصميمة وهذان الكوكبان من بعد ما يفارقان الشمس وهما مشرقان راجعان يقال لهما كنارروزية التشريق والرجوع إلى أن يتباعدا منها اثنتي عشرة درجة فإذا استقاما وقربا من الشمس من هذه الجهة وهما أسرع سيرا منها وصار بينهما وبينها اثنتا عشرة درجة فما دون ذلك إلى أن يقارناها وهما مستقيمان يقال لهما كنارروزية التشريق والاستقامة وإذا جازا الشمس إلى المغرب وهما مستقيمان يقال لهما كنارشبية التغريب والاستقامة إلى أن يصير بينهما وبينها خمس عشرة درجة فإذا أقاما ورجعا في المغرب ولحقتهما الشمس وكان بينهما وبينها خمس عشرة درجة فما دون ذلك إلى أن يقارناها يقال لهما كنارشبية التغريب والرجوع
Страница 732