وزاده غضبي إصرارا، فأمسكني بيد من حديد. ولم أدر من أين واتتني هذه القوة التي جعلتني أقذف بذراعه في الهواء بعيدا عني، وأرفع يدي إلى فوق، ثم أهوي بها على وجهه في صفعة عنيفة! •••
تقلبت في فراشي حائرة؛ مشاعر غريبة تجتاح كياني، وخيالات كثيرة تمر أمامي، لكن خيالا واحدا يستقر أمام عيني.
ابن عمي وهو راقد على الأرض إلى جواري، وذراعه تكاد تلتف حول خصري، ونظراته الغريبة تخترق رأسي.
وأغمضت عيني لأسبح مع خيالي الذي راح يحرك ذراعه حتى التفت حول خصري بقوة، وحرك شفتيه حتى لامستا شفتي وضغطتا عليهما بعنف.
ودسست رأسي تحت الغطاء.
أيمكن أن أصدق؟! يدي هذه التي ارتفعت وصفعته، هي نفسها يدي التي ترتجف في يده الموهومة؟!
وأحكمت الغطاء حول رأسي لأحول بينه وبين هذا الوهم الغريب، لكنه تسرب من تحت الغطاء إلي، فوضعت الوسادة على رأسي وضغطت عليه بكل قوتي لأخنق فيه ذلك الشبح العنيد، وظللت أضغط على رأسي حتى خنقني النوم. •••
فتحت عيني في الصباح حين بدد نور الشمس الظلام بكل ما يجوس فيه من أشباح.
وفتحت النافذة، ودخل الهواء المنعش إلى صدري، فقضى على الآثار العالقة بخيالي من أوهام الليل.
ابتسمت في سخرية من نفسي؛ هذه النفس الجبانة التي ترتعد خوفا مني وأنا يقظة، ثم تتسلل إلى فراشي في الظلام، فتملأ السرير في حولي خيالات وأوهاما! •••
Неизвестная страница