والقرص المتورد يخطو فوق الجبل ويختفي رويدا رويدا.
هذا عطية ما رأيت اليوم، وما رأيت أن أسطره لك، ولعلك تجد مثلي فيه من اللذة أضعاف ما تجده في السياسة والكياسة.
محمد
30 مارس
ها أنا مرة أخرى في أحد بلاد الآثار، في أفنيون
Avignon
نزلتها ليلة الأمس فأتممت بها قراءة (مادام بوفاري لفلوبير) التي ابتدأت في نيس، وزرت هذا الصباح قصر الباباوات وهو أحد الآثار الرومانية التي تقلبت على الزمن في أيدي الحكام فاستعملوه لأغراضهم، فمنهم من اتخذه مقاما، وآخرون جعلوه قشلاقا للعساكر، وها هو اليوم تصلح الحكومة الحاضرة من أمره وتريد أن ترده إلى مثل ما كان.
هل هنا موضع لنقل صحيفة من رواية أناتل فرانس (الزهرة الحمراء
le Lys rouge ) حيث يقول: «إن من الآراء عند بعض المعماريين في إصلاح القديم أن يعيدوا إلى أحجاره شكلها الذي وضعت به أول بنائها، في حين يقول آخرون إن من الواجب احترام ما صنع الزمن بها، وهؤلاء أفضل رأيا»، ولكن تفضيل أناتل فرانس لهذا الرأي لم يجعله إلى اليوم متبعا في تعمير الآثار التي ترد إلى شكلها الأول.
يقع قصر الباباوات في ناحية من البلد مرتفعة، ويقوم قريبا منه بستان أو ما يشبهه فوق هضبة تجتلي منها أفنيون ونهر الرون، وتتسلى فيها بمنظر المياه المنحدرة تتسرب هونا ما إلى المنخفض.
Неизвестная страница