ولأن الحلف بالله تعالى تعظيم له تعالى، وربما ضم الحالف إلى يمينه وصف الله تعالى بتعظيمه وتوحيده فيكون مثابا على ذلك١.
فقد روي أن رجلا حلف على شيء فقال: "والله الذي لا إله إلا هو ما فعلت كذا" فقال النبي ﷺ: "أما إنه قد كذب ولكن غفر الله له بتوحيده" ٢.
وأما قوله تعالى: ﴿وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ ٣ فمعناه: لا تجعلوا أيمانكم بالله تعالى مانعة لكم من البر والتقوى والإصلاح بين الناس، وهو أن يحلف بالله لا يفعل برا، ولا تقوى، ولا يصلح بين الناس، ثم يمتنع من فعله ليبر في يمينه فنهوا عن المضي فيها٤.
_________
١ المغني: ١٣/٤٣٩.
٢ الحديث ورد من عدة طرق منها طريق ابن عباس ﵄، أخرجه أحمد في المسند: ١/٢٥٣، وأبو داود كتاب الأيمان والنذور باب من يحلف كاذبا متعمدا: ٣/٥٨٣ رقم (٣٢٧٥)، والنسائي في كتاب القضاء باب كيفية اليمين: ٣/٤٨٩ رقم (٦٠٠٦)، والحاكم في المستدرك كتاب الأحكام: ٤/٩٥-٩٦، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وابن حزم في المحلى: ٩/٣٨٨ وضعفه، والبيهقي في السنن الكبرى كتاب الأيمان باب ما جاء في اليمين الغموس: ١٠/٣٧، وفي معرفة السنن والآثار كتاب الأيمان والنذور: ١٤/١٦٣، رقم (١٩٤٨٣) وأعله، وضعفه أبو حاتم وابن حجر وغيرهما.
وانظر: علل الحديث ١/٤٤١، مختصر سنن أبي داود للمنذري ٤/٣٦٦ التلخيص الحبير ٤/٢٠٩.
٣ من الآية (٢٢٤) من سورة البقرة.
٤ زاد المسير لابن الجوزي: ١/٢٥٣، المغني: ١٣/٤٣٩-٤٤٠، القواعد النورانية: ٢٧١، فتح الباري: ١١/٥٢١، المبدع: ٩/٢٧١، فتح القدير: ١/٢٢٩-٢٣٠.
1 / 58