قَالَ أَبُو على الفارسى كنت بِمَجْلِس سيف الدولة بحلب وبالحضرة جمَاعَة من أهل اللُّغَة وَفِيهِمْ ابْن خالويه فَقَالَ أبن خالويه فَقَالَ ابْن خالويه أحفظ للسيف خمسين أسما فَتَبَسَّمَ أَبُو على وَقَالَ مَا أحفظ إِلَّا اسْما وَاحِدًا وَهُوَ السَّيْف قَالَ ابْن خالويه فَأَيْنَ المهند والصارم وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَبُو على هَذِه صِفَات وَكَأن الشَّيْخ لَا يفرق بَين الِاسْم وَالصّفة وَقَالَ التَّاج السبكى فِي شرح الْمِنْهَاج وَذهب بعض النَّاس إِلَى إِنْكَار الترادف فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة ووزعم أَن كل مَا يظنّ من المتردفات فَهُوَ من المتباينات الَّتِي تتباين بِالصِّفَاتِ كَمَا فِي الْإِنْسَان والبشر فَإِن الأول مَوْضُوع لَهُ بِاعْتِبَار النسْيَان أَو بِاعْتِبَار أَنه يؤنس
وَالثَّانِي بِاعْتِبَارِهِ أَنه بادى الْبشرَة وَكَذَا الخندريس وَالْعَقار فَإِن الأول بِاعْتِبَار الْعتْق وَالثَّانِي بِاعْتِبَار عقر الدن لشدتها
وتكلف لأكْثر المترادفات بِمثل هَذَا الْمقَال العجيب
وَوجدنَا أَبَا هِلَال العسكرى وَهُوَ كَمَا يَقُول عِنْد الدكتور إِبْرَاهِيم أنيس أديب ناقد يسْتَشف من الْكَلِمَات أمورا سحرية ويتخيل فِي مَعَانِيهَا أَشْيَاء ينقب وَرَاء المدلولات سابح فِي عَالم الخيال ويصور دقائق الْمَعْنى وظلاله وَقد ألف أَبُو هِلَال كتاب الفروق اللُّغَوِيَّة نَادَى فِيهِ بِأَن كل اسْمَيْنِ يدريان على الْمعَانى وَعين الْأَعْيَان فِي لُغَة وَاحِدَة فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يقتضى خلاف مَا يَقْتَضِيهِ الآخر وَإِلَّا لَكَانَ الثَّانِي فضلا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ
1 / 18