وَقد انقسم عُلَمَاء الْعَرَبيَّة تجاه الترادف إِلَى فريقين ١ - مُثبت للترادف ٢ - مُنكر للترادف
ويبدو أَن مثبتى الترادف من عُلَمَاء الْعَرَبيَّة كَانُوا فريقين فالفريق الأول وسع مَفْهُومه وَلم يُقيد حُدُوثه بأى حُدُود وَيذكر ابْن فَارس (ت ٢٩٥ هـ) هَذَا الْخلاف بقوله وَيُسمى الشىء الْوَاحِد بالأسماء الْمُخْتَلفَة نَحْو السَّيْف والمهند والحسام والذى نقُوله فِي هَذَا ان الِاسْم وَاحِد وَهُوَ السَّيْف وَمَا بعده من الألقاب صِفَات ومذهبنا أَن كل صفة مِنْهَا ومعنا غير معنى الْأُخْرَى وَقد خَالف فِي ذَلِك قوم فزعموا أَنَّهَا ون اخْتلف الأفاظها فَإِنَّهَا ترج إِلَى معنى وَاحِد وَذَلِكَ قَوْلنَا سيف وعضب وحسام
وَقَالَ آخَرُونَ لَيْسَ مِنْهَا اسْم وَلَا صفة إِلَّا وَمَعْنَاهُ غير معنى الآخر وَكَذَلِكَ الْأَفْعَال نَحْو مضى وَذهب وَانْطَلق وَقعد وَجلسَ وركض ونام وهجع وَهُوَ مَذْهَب شَيخنَا الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب
والفريق الثانى قيد حُدُوث الترادف وَوضع شُرُوطًا تحد من كَثْرَة وُقُوعه وَمن أثبت الترادف وَوضع لَهُ قيودا ليحد من كَثْرَة وُقُوعه
فَخر الدّين الرازى الذى كَانَ يرى قصر الترادف على مَا يتطابق فِيهِ المعنيان بِدُونِ أدنى تفَاوت فَلَيْسَ من الترادف عِنْده السَّيْف والصارم لِأَن فِي الثَّانِيَة زِيَادَة فِي الْمَعْنى
وَمِنْهُم الأصفهانى الذى كَانَ يرى أَن الترادف الحقيقى هُوَ مَا يُوجد فِي اللهجة الْوَاحِدَة أما مَا كَانَ من لهجتين فَلَيْسَ من الترادف
وَمن عُلَمَاء الْعَرَبيَّة من نفى وجود الترادف فِي اللُّغَة وعَلى رَأس هَذِه الطَّائِفَة ثَعْلَب وَأَبُو على الفارسى وَابْن فَارس وَأَبُو هِلَال العسكرى
1 / 17