Египет на рубеже XIX века (1801–1811) (часть первая)

Мухаммед Фуад Шукри d. 1392 AH
170

Египет на рубеже XIX века (1801–1811) (часть первая)

مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الأول)

Жанры

وأما الأسطول الإنجليزي فقد ظهر أمام الإسكندرية بعد ظهر يوم 16 مارس، ولم يكن كاملا؛ لأن إحدى فرقاطته «أبولو»

Apollo

كانت قد انفصلت بسبب الأنواء مع عدد من النقالات عن سائر قطع الأسطول غداة الإبحار من «مسينا»، فكانت فرقاطة واحدة هي «التيجر»

Tigre

من أربع عشرة نقالة هي التي ألقت مراسيها في مساء 16 مارس قريبا من الميناء القديم، وكان بسبب نقص قواته أن امتنع «فريزر» عن إنزال جنوده إلى البر، بالرغم من المعلومات المشجعة التي بعث بها إليه «مسيت» - كما شاهدنا - وآثر إرسال مندوب للمفاوضة هو الكابتن «أكورت»

A’Court

يطلب من أمين أغا التسليم دون قتال، ولكن أمين أغا رفض التسليم في ظروف سوف نذكرها، كما أن «مسيت» ظل يلح على «فريزر» في وجوب إنزال الجند إلى البر فورا، فأنزل «فريزر» - عندئذ - القسم الأول من جنده في مساء 17 مارس في مكان يبعد أميالا قليلة إلى الشرق من مرابط، ودون أن يلقى أي مقاومة، ثم أنزل القسم الثاني في صبيحة اليوم التالي، ولما كان تلاطم الأمواج العنيف على طول الشاطئ لا يجعل الاتصال مع النقالات مأمونا، فقد قرر «فريزر» اتخاذ موضعه إلى الشرق من الإسكندرية، والاعتماد في تموينه على أبي قير، ثم محاولة الدخول إلى الإسكندرية في الوقت نفسه أثناء عملية هذا الانتقال.

وعلى ذلك بدأ زحف الجند على الإسكندرية في مساء 18 مارس، فاقتحموا خطا من المتاريس ممتدا من قلعة الحمامات على البحر بين مرابط والميناء القديم إلى بحيرة مريوط، تعززه ثلاث بطاريات من المدفعية الخفيفة، وهذا عدا بطاريات قلعة الحمامات، وهي من ثلاثة عشر مدفعا، وقد قابل المدافعون عن هذا الخط الإنجليز بوابل من الرصاص، ولكن هؤلاء استطاعوا الوصول إلى باب عامود بومبي حيث وجدوا الحامية به مستعدة لملاقاتهم، والباب محصنا، والأسوار خلفها الجند والأهلون مسلحين، وعندئذ آثر الإنجليز بقيادة «فريزر» متابعة الزحف شرقي المدينة لاتخاذ مواقعهم في المراكز التي احتلها جيشهم قبل ذلك يوم معركة «كانوب» (21 مارس 1801) في حربهم مع الجنرال «منو»

Menou ؛ وذلك لأنه كانت تعوزهم الوسائل التي تمكنهم من تسلق الأسوار من جهة، ولعدم معرفتهم بالحالة في هذا المكان، وتوقعهم لذلك أن يلقوا مقاومة عنيفة لا سيما وأن هذا الموقع كان محصنا بمتاريس قوية من جهة أخرى، فخشي «فريزر» من المجازفة، وفي صبيحة 19 مارس وصل الجيش الزاحف إلى المواضع التي أرادها، ثم بادر «فريزر» بإرسال قوات لاحتلال قلعة أبي قير، والقطع الذي يصل بين بحيرتي المعدية ومريوط، وغرضه من ذلك عزل الإسكندرية عن رشيد، وفي اليوم نفسه حضر الفرقاطة «أبولو» مع النقالات الأخرى، وعندئذ وافق أمين أغا على التسليم عندما طلب منه الإنجليز ذلك مرة ثانية، وفي 10 محرم 1222 (20 مارس 1807) وقعت شروط تسليم الإسكندرية.

وتألفت شروط تسليم الإسكندرية من سبع مواد، فنصت المادة الأولى على احترام حقوق الملكية، وتأمين أهل الإسكندرية على أموالهم وأملاكهم سواء منها ما كان يجري على سطح الماء؛ أي السفن، أو ما كان عقارا أو أرضا، ثم احترام عقائد السكان ودياناتهم، وجوامعهم وقوانينهم وحمايتها، وعدم مساسهم هم وأسراتهم بأي أذى، وفي المادة الثانية ووفق على انتقال أمين بك حاكم المدينة وصالح أغا قومندان البحرية؛ أي قائد العمارة العثمانية في مياه الإسكندرية، وكانت هذه تتألف من فرقاطتين وقرويت واحدة تركها القبطان صالح باشا عند مغادرته البلاد في العام السابق، ومحمد نعيم أفندي مع سائر موظفي الحكومة وجميع العسكر والأطقم في السفن التي للحكومة إلى ميناء تركي بسلاحهم وعتادهم كأسرى حرب، بشريطة عدم القتال ضد البريطانيين أثناء الحرب مع تركيا، وضد حلفائهم وأصدقائهم، على أن يترك لأمين أغا وصالح أغا ومحمد نعيم أفندي اختيار المكان الذي يريدون الذهاب إليه، وأما الباقون من حامية الإسكندرية وعددهم 277 فقد نقلوا إلى مالطة، ثم نصت المادة الثالثة على استيلاء قوات صاحب الجلالة البريطانية على سفن ومتعلقات الحكومة التي للباب العالي بالإسكندرية، وأن يتعين لوضع قائمة بهذه السفن والمتعلقات مندوب عن كل من الطرفين، وقد استولى الإنجليز على الفرقاطتين والقرويت العثمانية، وفي المادة الرابعة تقرر إبقاء السفن التجارية الخاصة بالأفراد أو الرعايا العثمانيين في حوزة أصحابها، وكذلك احترام أملاك الأفراد ومتاجرهم في المدينة أو في الميناء، كما صار لمن يرغب من هؤلاء في البقاء بالإسكندرية ومزاولة عمله بها الحق في ذلك، وسمح لمن يشاء منهم مبارحة المكان آخذا معه أمواله أن يفعل على أن يحصل على جواز السفر اللازم للذهاب إلى ميناء عثماني غير محاصر، وتقرر في المادة الخامسة إصدار عفو شامل عن السكان جميعهم، بغض النظر عن مسلك أي فرد منهم، بمناسبة الدفاع عن المدينة، ونصت المادة السادسة على عدم إجراء أي تفتيش في منازل الأفراد حتى ولو كانوا أعداء لبريطانيا، وأخيرا تقرر في المادة السابعة أن تتسلم القوات البريطانية باب رشيد، وقلعتي أو كومي «كريتان»

Неизвестная страница