От вероучения к революции (4): Пророчество – Воскрешение
من العقيدة إلى الثورة (٤): النبوة – المعاد
Жанры
7
ويشتمل موضوع المعاد على قسمين رئيسيين: الأول كل ما يتعلق بقانون الاستحقاق نفيا أو إثباتا، وهل يجوز فيه الخصوص أو الاستثناء أو الشفاعة أو الولاية والعداوة أو الموافاة البشارة وشروط التوبة. والثاني تطبيق هذا المبدأ في الحياة بعد الموت؛ وبالتالي كل ما يتعلق بالمعاد الجسماني أو الروحاني وحياة القبر وعلامات الساعة، واليوم الآخر وما فيه من حساب وميزان وصحف وكتبة وإنطاق للجوارح وصراط وحوض، وجنة ونار، إلخ. فالقسم الأول هو قانون الاستحقاق الذي طبقا له سيتم الحساب، الجزء الثاني عملية الحساب ذاتها. الأول هو القانون، والثاني هو الاتهام والمرافعة والحكم والتنفيذ. ولا يأتي الثاني قبل الأول؛ لأن العلم بالقانون شرط المساءلة.
8 (2) أفعال الاستحقاق
وأفعال الاستحقاق هي أفعال الشعور الخارجية الحرة العاقلة، وليست أفعال الشعور الداخلية أو أفعال الاضطرار التي لا تتوافر فيها الحرية أو العقل كأفعال الصبية والمجانين وأفعال النائم والساهي. وقد كانت حرية الإرادة وكمال العقل من مكتسبات العدل الذي تولد من التوحيد، وكان استقلال الوعي الإنساني الفردي من مكتسبات النبوة؛ أفعال الاستحقاق إذن هي أفعال كل فرد حر وعاقل ومسئول. القادر على النظر والعمل هو الإنسان الواعي الحر العاقل، وليس الطفل أو الصبي أو المجنون أو الذي ينتسب إلى آبائه أو قومه أو عشيرته؛ فيكون مثلهم إيمانا أو كفرا، طفلا أو بالغا. كل نفس بما كسبت رهينة، وكل إنسان قد ألزم طائره في عنقه، ولا تزر وازرة وزر أخرى. أفعال الأطفال والصبية ليست أفعال استحقاق؛ وبالتالي لا يستحقون العقاب في النار أو في غيرها. فليس أطفال المشركين في النار مثل آبائهم؛ لأنهم لم يبلغوا بعد مرحلة البلوغ وسن التكليف. وكيف يتحول الطفل من الكفر إلى الإيمان حتى يصح له الثواب، أو من الإيمان إلى الكفر حتى يستحق العقاب؟ وهل يتحمل الطفل جريرة أبيه ؟ وما ذنب طفل كفر أبوه فيدخل النار مثله، في مقابل طفل آخر آمن أبوه فيدخل الجنة مثله؟ إذا كان الأبوان مسئولين عن إيمانهما وكفرهما، فأين تقع مسئولية الطفلين؟ وأين تكافؤ الفرص بالنسبة لهما؟ وماذا لو شب الطفل وبلغ وأدرك وأنكر دين آبائه وارتد عنه وآمن بعد كفر ولكنه اخترم قبل أن يبلغ أشده؟ وماذا لو شب الطفل من أب مؤمن ثم كفر بعد البلوغ وكمال العقل ولكنه اخترم وهو صغير؟ هنا يظهر ارتباط إيمان الأطفال بالصلاح والأصلح من جديد؛ مما يدل على استحالة تأسيس السمعيات دون العقليات. وكيف يظل أطفال المؤمنين مؤمنين أطفالا بالغين حتى يكفروا، ويظل أطفال الكفار كفارا أطفالا وبالغين حتى يؤمنوا، وليس لديهم الوعي الحر العاقل المسئول الذي به يمكنهم أن يتحولوا من الإيمان إلى الكفر أو من الكفر إلى الإيمان؟ فإذا ما تحول أطفال المؤمنين بعد البلوغ وكمال العقل والإدراك من الإيمان إلى الكفر، وإذا ما تحول أطفال الكافرين بعد البلوغ وكمال الإدراك والعقل من الكفر إلى الإيمان، فإن هذا التحدي الأخير هو فعل الاستحقاق؛ لأنه الفعل الحر العاقل وليس الفعل السابق. وإن ممارسة الأطفال الشرائع مثل أبويهم قبل مرحلة البلوغ وكمال العقل إنما تتم تقليدا وتبعية، وإيمان المقلد لا يجوز، والتقليد ليس طريقا إلى المعرفة كما وضح ذلك في نظرية العلم. وكما يدان الكافر المقلد
إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ، كذلك لا يؤخذ بإيمان المؤمن المقلد؛ فالنظر أول الواجبات كما وضح ذلك أيضا في نظرية العلم. وماذا لو تحول الأبوان وهما عاقلان بالغان من الكفر إلى الإيمان أو من الإيمان إلى الكفر؛ هل يتحول أطفالهما معهما من الكفر إلى الإيمان أو من الإيمان إلى الكفر، وهم لا يعرفون ما الإيمان وما الكفر؟ ألا يكون ذلك أخذ فرد بجريرة آخر، وتحميل غير العاقل البالغ مسئولية العاقل البالغ؟
9
وإذا كان من الطبيعي أن يدعى الأطفال إلى الإسلام بعد البلوغ وكمال العقل، فمن غير المعقول أن يصدر حكم عليهم بالبراءة منهم قبل البلوغ وهم غير مدركين وغير عاقلين وغير بالغين. والأقرب إلى العقل الحكم ببراءتهم وليس بالبراءة منهم، الحكم بموالاتهم وليس بعداوتهم، وإلا ففيم كان الحكم الشرعي في حالة الحرب بتحريم قتل الأطفال والنساء؟ فالأطفال لم يبلغوا بعد ولم يصلوا إلى كمال العقل، والنساء يطعن أزواجهن في الغالب إيمانا وكفرا. ولا يكفي البلوغ وحده، بل لا بد من كمال العقل؛ فالبلوغ العضوي قد لا يصاحبه كمال العقل، وقد يأتي كمال العقل قبل البلوغ العضوي.
10
وكيف يحكم على الأطفال بأنهم مؤمنون أطفالا وبالغين طبقا لإيمان آبائهم، أو بأنهم كافرون أطفالا وبالغين طبقا لكفر آبائهم، وتتم التسوية بين الطفولة والبلوغ، بين اللاعقل والعقل؟ وما دور البلوغ والعقل إذا صدر حكم بعدهما؟ وبناء عليهما فكيف يصدر حكم مخالف قبلهما وطبقا لأي مقياس سوى التقليد؟
11
Неизвестная страница