От вероисповедания к революции (1): Теоретические предпосылки

Хасан Ханафи d. 1443 AH
179

От вероисповедания к революции (1): Теоретические предпосылки

من العقيدة إلى الثورة (١): المقدمات النظرية

Жанры

وقد انتبه لذلك القدماء عندما قرروا أن الوجود أيضا لفظ مشترك أو متواطئ أو مشكك. فالوجود قد يكون عينيا أو ذهنيا، خطيا أو لفظيا. الوجود العيني وجود متأصل وهو حقيقة الشيء، والثاني غير متأصل بمنزلة الظل من الجسم؛ أي صورة الشيء. والآخران مجازيان يكون الوجود بهما اسم الشيء وصورة اسمه والكل لاحق على السابق. فالوجود يطلق على الشيء وعلى الصورة الذهنية. وهو لفظ منطوق وكلمة مكتوبة؛ فالاشتراك واضح في هذه المعاني الأربعة للفظ الوجود.

40

ثم تأتي بعد ذلك عاطفة التأليه لتجعل وجود الله سابقا على كل هذه الموجودات دون تحديد مسبق لمعنى اللفظ هل حصل الوجود العيني أم الذهني أم الخطي أم اللفظي. أي إن المتكلم بعد أن ميز الاشتراك في اللفظ تمييزا علميا دقيقا عاد واستعمل علمه من أجل المزايدة «بالله» على العلم، واعتبار «الله» فوق قسمة العلماء لا يدخل في أحدها. وتحدث هذه المزايدة عادة في الشروح على المتون وفي الحواشي على الشروح؛ لأن صاحب المتن يضع العلم عن طريق القسمة العقلية، والشارح أو صاحب الحاشية ليس أمامه إلا المزايدة عليها بعواطف التأليه التي تظهر في غياب العلم والتحليل والقسمة العقلية المحكمة.

41

ولا يعني الاشتراك الاتحاد في الوجود كما هو الحال في نظريات الحلول والاتحاد ووحدة الوجود عند الصوفية، بل يعني مجرد الاشتراك في اللفظ ثم حدوث الخلط في المعنى ثم دخول عواطف التأليه للفصل في هذا الخلط وإعطاء الأدنى للإنسان وللعالم وتشخيص الأعلى في «الله».

42

ومع ذلك فإن ظهور الوجود كمفهوم مشترك هو بداية لإدخال تحليلات اللغة مع الفكر والوجود، وأن معظم الخلط يقع بسبب هذا الاشتراك اللفظي في الماهية؛ فالوجود يحكم عليه بالإثبات والنفي ويمكن تقسيمه إلى واجب وممكن أو جوهر وعرض. ويخشى من ذلك على الماهية التي هي أساس الحكمة والقسمة وعلى زحزحتها عن الوجود.

43

ويصعب حينئذ التفرقة بين الاشتراك اللفظي والاشتراك المعنوي لأن الاستعمال والجدل يجعلان الاشتراك اللفظي يقود حتما إلى الاشتراك المعنوي.

44

Неизвестная страница