От учения к революции (5): Вера и действие - Имамат
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Жанры
33
والانتقال من الدليل العقلي إلى المدلول الواقعي يقوم على حكم مسبق، وهو تطابق عالم الأذهان مع عالم الأعيان، وهو حكم منطقي يقوم على افتراض ميتافيزيقي، وهو الدليل الأنطولوجي. وهو ما يتطلب الاقتضاء والتوليد، توليد النظر للعلم، واقتضاء الذات الموضوع.
34
إن تكفير الفرق الهالكة لإنكارها وجود الله لم يؤد بالفرقة الناجية إلى إثباته نظرا لتغاير العلم والمعلوم، واختلاف الدليل والمدلول؛ فالإنكار هنا أكثر صراحة من وهم الإثبات. وإن ارتباط الدليل بالمستدل يجعل إثبات وجود الله أو إنكاره مشروط أولا بوجود الناظر؛ وبالتالي يأتي ثبوت وجوده أولا قبل إثبات وجود موجود آخر. المعرفة سابقة على الوجود، والذات العارفة سابقة على موضوع المعرفة؛ لذلك أتت نظرية العلم سابقة على نظرية الوجود. ولا سبيل إلى التطابق بينهما إلا تدريجيا بتحقيق الوعي الخالص في الوعي المتعين، وتحقيق الوعي المتعين في حرية الأفعال والعقل الغائي، ثم تحقيق التاريخ العام في التاريخ المتعين، وتحقيق التاريخ المتعين في الفرد والدولة، في فعل الفرد وفعل الجماعة، وباختصار عن طريق تحقيق الإنسان في التاريخ. (2-1) الوعي الخالص (الذات)
ولماذا يكون القول بأصلي التوحيد والعدل هوى وضلالا، ويكون القائلون بهما في النار؟ أليس التوحيد هو التنزيه، والعدل هو الحرية والعقل والغائية والصلاح والاستحقاق؟ وما العيب في نفي الصفات لو كان ذلك هو شرط إثبات التنزيه واتقاء مخاطر التشبيه؟ وما العيب في إثبات الصفة تكون هي عين الذات لدرء تهمة النفي والتعطيل، واقترابا من الرأي الآخر دون الوقوع في محاذيره؟ وهل إثبات الصفات مع مخاطر التشبيه أولى بالإيمان وأبعد عن الكفر من نفي الصفات مع إثبات التنزيه؟ ولماذا يكفر القول بأن الصفات أحوال لا قديمة ولا حادثة، لا معلومة ولا مجهولة، وضعا للسؤال من جديد، وإيجادا لحل وسط بين الإثبات والنفي، وتحويل المسألة كلها من المستوى الطبيعي في الجوهر والأعراض إلى المستوى النفسي للذات والأحوال؟ فإذا كان الله لا يوصف بالقدم ولا بالبقاء، فلأن كل وصف له هو وقوع في التشبيه. لا يوصف الله بالقدم لأن القدم من صفات البشر وخصائص الأشياء، كالحب القديم والجبن القديم والعرجون القديم.
35
صحيح أن القول بإلهين مضاد لوصف الوحدانية، ولكنه أثر من آثار الديانات القديمة، خاصة إذا كانا غير متساويين؛ واحد قديم، والثاني حادث يحاسب الناس يوم القيامة، كما هو الحال في المسيحية في العلاقة بين الله والمسيح، ويكون ذلك أقرب إلى تاريخ الأديان منه إلى علم العقائد الإسلامية.
36
وما المانع من أن يصير أهل الآخرة إلى جمود حتى لا يشاركوا الله في صفة الخلود؟ إن التضحية بخلود أهل الجنة والنار من أجل إثبات خلود الله أقل خطورة من المشاركة في الخلود، والتضحية بخلود الله من أجل خلود النعيم أو العذاب. فما لا نهاية له صفة للذات؛ أي البقاء. وكما أن الله لا أول له فإنه لا آخر له، عكس الإنسان الذي له أول، وهو الخلق أو لحظة وعيه وإثبات وجوده، وله نهاية، وهو الموت أو لحظة عدمه وخموله.
37
Неизвестная страница