От учения к революции (5): Вера и действие - Имамат
من العقيدة إلى الثورة (٥): الإيمان والعمل - الإمامة
Жанры
وإن إنكار المعارف الفطرية والواجبات العقلية لهو اتفاق مع بعض نظريات العلم عند فرق المعارضة؛ مما يدل على أن الغاية من التكفير ليس الخلاف حول العقائد بقدر ما هو استبعاد الخصوم السياسيين.
9 (1-2) نظرية الوجود
وكما كفرت الفرقة الناجية الفرق الضالة في بعض آرائها في نظرية العلم، كذلك كفرتها في بعض آرائها في نظرية الوجود في بحث الجواهر والأعراض. فما العيب في اعتبار الأعراض أجساما، وأن يكون الجوهر مؤلفا من أعراض؟
10
أليس هذا ما يعرفه الجميع، وما يتفق مع الموروث الفلسفي العام، بل ومع إيمان العوام؟ هل بالضرورة لا بد أن تكون الأعراض مجرد صفات، وأن يكون الجوهر وحده هو الجسم؟ إن تصور علاقة الجوهر والعرض على أنها علاقة مركز محيط، يكون أقرب إلى تحقيق أهداف السلطة في تصور العلاقة بين الحاكم والمحكوم؛ وبالتالي يكون كل تصور مخالف يعطي العرض بعض الاستقلال عن الجوهر، أو يكون مشاركا له في صفة مثل الجسمية؛ يكون كفرا! وإن بعض نظريات الفرق الضالة إنما تشابه نظريات الفرقة الناجية، مثل جواز خلو الجوهر عن الأعراض، وجواز قيام العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر بالميت، ولكن بهدفين مختلفين؛
11
عند المعارضة جواز وجود الحاكم من غير محكوم، وضرورة وجود مظاهر الحياة الحسية؛ وعند السلطة لأن الله قادر على كل شيء، حتى على فعل المتناقضات، فلا يصمد أمامه قانون عقل أو طبيعة. أما اعتبار المعدوم شيئا، وبالتالي يكون له جوهر وعرض، فربما للتأكيد على وجود العدم، بل نفيه وإنكاره، وحتى يصمد العدم كطرف مقابل للوجود، وحتى يتساوى الطرفان، ولا يكون الوجود إيجابا والعدم سلبا مطلقا.
12
وما المانع من دراسة الأفعال الإنسانية دراسة طبيعية من خلال مفهومي الجوهر والأعراض؛ وبالتالي تتساوى الأعراض فيما بينها كأعراض لجوهر واحد وإن لم تتساو من حيث الحكم النظري؟ فالإيمان علم، والجهل كفر، وكلاهما أعراض للفعل أو للنظر من حيث هو جوهر. والأهم من ذلك كله هو تكفير نظريات الكمون والطفرة والخلق المستمر والتقدم والتأخر والظهور في الطبيعة.
13
Неизвестная страница