![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_200.png)
الكرة ؟ ولنقدر العالم كله على شكل كرة، فلؤ شئل عن حده كما سئل عن حدود الدار . . كان محالا ؛ إذ ليس له حدود ، وإنما حده منقطعه ، ومنقطعه سطحه الظاهر، وهو سطيح واحد متشابهآ ، وليس بسطوح مختلفة ، ولا هي منتهية إلى مختلفي حتى يقال : أحد حدوده ينتهى إلى كذا، والآخر إلى كذا .
فهذا المثال المحسوس ربما يفهم منه مقصدي من هذا الكلام .
فلا تفهمن من قولي : (إن السواد مركث من معنى اللونية والسوادية ، واللونية جنسر ، والسوادية نوغ) أن في السواد ذواتي متباينة متفاصلة ، فلا نقول : السواد : لون وسواد، بل هو لون ، ذلك اللون بعينه هو سواد ، ومعناه يتركب ويتعدد للعقل ، حتى يعقل اللونية مطلقا ، ولا تخطر له الزرقة مثلا ، ثم يعقل الزرقة ، فيكون العقل قد عقل أمرا زائدا لا يمكنه أن يجحد تفاصيله في الذهن ، ولا يمكثه أن يعتقد تفاصيله في الوجود .
ولا تظنن أن منكر الحال يقدر على حد شيء ألبتة ؛ لأنه إذا ذكر الجنس واقتصر .. بطل عليه ، وإذا زاد شيئا للاحتراز. . فيقال : الزيادة عين الأول أؤ غيره ؟ فإن كان عينه . . فهو تكرار فاطرحه ، وإن كان غيره . . فقد اعترفت بأمرين .
وإذا قال في حد الجوهر : ( إنه موجود) . . قلنا : بطل بالعرض ، وإذا قال : (متحيزر) . . قلنا : قولك : (متحيز) مفهومه غير مفهوم
Страница 198