Позиция по отношению к метафизике
موقف من الميتافيزيقا
Жанры
خلاصة القول: إذا قال لنا قائل مشيرا إلى شيء معين: «هذا خير.» أو «هذا جميل.» كان لنا أن نسأله: هل تعبر بذلك عن ميلك أنت؟ أم هل تصف ميول الناس عامة؟ إن كانت الأولى فعبارته فارغة من المعنى؛ لأنه لا سبيل إلى تحقيقها، وإن كانت الثانية فهي عبارة مقبولة، إذ يمكن الرجوع إلى ما نلاحظه في ميول الناس كي نحقق صدق الزاعم فيما زعم.
هذه تفرقة دقيقة، لكن لا بد منها، لنعلم متى يجوز الكلام في القيم ومتى لا يجوز.
لقد رصد «الأستاذ جود» كتابا بأسره لنقد المذهب الوضعي المنطقي
10
قرأته وعجبت لأكثره كيف يصدر عن رجل مشتغل بالفلسفة ومطالب بالدقة فيما يقول، عجبت لأنه اعتمد في كثير جدا من مواضع نقده على الأسلوب الخطابي الذي يستهوي عامة القراء، دون أن يعمد إلى النقاش الفني الذي يرضي الفلاسفة، في معرض الحديث عن العبارات الأخلاقية ورأي أصحاب الوضعية المنطقية فيها، قال: «إن كانت كلمة «صواب» في الأحكام الأخلاقية معناها رأي الأغلبية، كما ذهب هيوم، كانت طريقة المفاضلة بين «س» و«ص» هي عد الأصوات، فإن وافق 51٪ من الناس على «س» و49٪ منهم على «ص» كانت «س» هي الخير، وهذا قول لا يقوله أحد ولا يقره أحد.»
11
ولست أدرى بماذا يجيب «جود» لو أننا قلنا له: لكن أصحاب الوضعية المنطقية قد قالوه وأقروه، وهم «آحاد» لا «أحد» واحد؟! مرة أخرى نقول: إنا إذا لم نرد بقولنا عن شيء ما إنه خير، أو إنه جميل، أنه يصادف ميول الناس وأهواءهم - ولنا بالطبع أن نحدد كم من الناس يميل إلى ذلك الشيء بهواه - أقول: إننا إذا لم نرد هذا المعنى، فلا يبقى سوى أن يكون المراد تعبيرا عن ميل القائل نفسه، وفي هذه الحالة لا يكون أمامنا مرجع نرجع إليه إلا القائل نفسه، وهو ما يتنافى مع الشرط الأولي في أية قضية علمية مقبولة، وأعني به إمكان التحقق من صدق ما يقال، لنقبله إن كان صادقا أو نرفضه إن كان كاذبا.
4
الذي نريد أن نقرره ونؤكده هو أن الجملة الأخلاقية أو الجمالية، أي الجملة التي من قبيل قول القائل عن شيء ما: إنه خير، أو إنه جميل، هي عبارة بغير معنى، إذا أريد بها أن تكون تعبيرا عن حكم قائلها بالنسبة إلى الشيء الذي عليه يحكم بالخير أو بالجمال.
هي عبارة بغير معنى، أي بغير واقعة خارجية تكون من العبارة بمثابة الأصل من صورته، يرجع إليه للنظر إن كانت الصورة صحيحة أو غير صحيحة، فهنالك فرق كبير بين قولنا «س أصفر» وقولنا «س خير»، فالعبارة الأولى صورة لأصل خارجي، ولك أن تطابق بين الصورة والأصل لتحكم بصدق العبارة أو كذبها، ذلك أن كلمة «أصفر» لها في الاستعمال اليومي معنى، ولها في الاستعمال العلمي معنى آخر، وسواء أردت من عبارتك الاستعمال الأول أو الاستعمال الثاني، فأنت في كلتا الحالتين واجد في الطبيعة الخارجية ما ترجع إليه للتحقق من صدق العبارة، ففي الاستعمال اليومي تدل الكلمة على نوع من الخبرة البصرية مألوف ومتفق عليه، وفي الاستعمال العلمي تدل الكلمة على موجة ضوئية ذات طول معين، وسواء أردت بها الخبرة البصرية المألوفة التي يطلق عليها الناس هذه الكلمة، أو أردت بها طول الموجة الضوئية المنبعثة من الشيء المتصف بأنه أصفر، فالتحقق من صدق الوصف ممكن في كلتا الحالتين.
Неизвестная страница