Позиция по отношению к метафизике
موقف من الميتافيزيقا
Жанры
ثم افرض كذلك أنني أريد أن أصف فئة «الإنسان» بأن أفرادها «عاقلون»، فإذا قلت «الإنسان عاقل» كان لا بد لي أن أفهم هذه العبارة على أنها دالة قضية، صيغتها هي «س إنسان وهو عاقل»، على أن القيم التي تملأ دالة القضية هنا أيضا هي أسماء أفراد الناس، فنقول «سقراط إنسان وهو عاقل»، و«العقاد إنسان وهو عاقل» ... إلخ، أما إذا ظننت أن «عاقل» تصف «إنسان» فإني أكون بمثابة من خلط بين نمط ونمط آخر، فما يصلح في السياق الواحد لنمط ما، لا يصلح لنمط سواه، وها هنا صفة «عاقل» جاءت لتصف أفرادا، فلا يجوز بعد ذلك أن أنقلها من دائرة الأفراد إلى دائرة الفئات، وإلا وقعت في تناقض وخلط.
وبعبارة اصطلاحية نقول: إن دالة القضية لا تصلح هي نفسها أن تكون قيمة لنفسها، يعني أنه إذا كان لدي دالة قضية «س إنسان»، فلا يجوز أن أجعل هذه الدالة نفسها هي المعلوم الذي يوضع مكان «س»، بل ينبغي أن يكون مجال القيم من نمط أدنى درجة، وهو في هذه الحالة نمط الأفراد.
هل تذكر ما قاله أفلاطون في المثل؟ ألم يقل إن الأسماء الكلية - مثل «إنسان» - تشير إلى موجودات حقيقية واقعية؟ فعنده أن «الإنسان» بصفة عامة موجود في عالم الواقع، كما أن العقاد موجود في عالم الواقع، فإذا قلت له: لكني لا أرى بين الناس «إنسانا» بصفة عامة، بل إن جميع من أراهم من الناس أفراد، ذوو صفات معينة مخصصة، فهذا الفرد من الناس - مثلا - متزوج وله ولدان وهو مدين بمائتي جنيه لجاره، فأين هذه الصفات المخصصة المعينة من «الإنسان» العام الذي لا يكون له من الصفات إلا «الجوهر»؟ أقول: إنك لو سألت أفلاطون أين هذا «الإنسان» العام فإنه يجيبك بأنه موجود، لا في هذا العالم الأرضي، عالم الجزئيات المادية المتغيرة، بل في عالم علوي، هو عالم المثل الثابتة الأزلية الخالدة.
ولعلك تدرك الآن موضع الخطأ عند أفلاطون ومصدره، فهو يخلط بين الأنماط ، فالكلمة التي تكون اسما لفئة في سياق ما ، يجعلها في نفس السياق اسما لفرد واحد، إذ هو لا يمانع في أن يقول «سقراط إنسان»، على اعتبار أن «إنسان» فئة من أفراد بينهم سقراط وغيره، ثم يعود فيقول إن «الإنسان» اسم لفرد مثالي واحد، وبالطبع لا فرق بين أن يجعل سكنى هذا الفرد المثالي في الأرض أو في السماء، فيكفي أنه قد تصوره فردا، بعد أن جعله فئة من أفراد.
وهكذا تنشأ طائفة كبيرة من الأخطاء عند الفلاسفة الميتافيزيقيين؛ بسبب خلطهم الأنماط الكلامية بعضها في بعض.
13
إذا تحدثنا عن فئات، وجب أن نراعي بكل دقة ما يصح أن يكون أعضاء في تلك الفئات، إذ لن يكون لكلامنا معنى، إذا نحن أردنا أن نتحدث عن فئة من طراز معين، فصرفنا الحديث إلى أعضاء فئة من طراز آخر؛ لأن نمط الفئة يحدده نمط أعضائها، ففئات الدرجة الأولى - الدنيا - أعضاؤها أفراد، وفئات الدرجة الثانية أعضاؤها فئات، وفئات الدرجة الثالثة أعضاؤها فئات لفئات ... وهكذا.
فإن كان لدينا دالة قضية، بها مجهول «س» وجب أن نستوثق جيدا أن المعلوم الذي نحله محل الرمز «س» هو من النمط الذي يجعل للقضية معنى، ولا يجوز أبدا أن نستخدم دالة القضية التي أمامنا قيمة لمجهولها - كما أسلفنا القول - ولا أن نستخدم دالة أخرى من نمطها قيمة لذلك المجهول.
خذ هذا المثال التقليدي المشهور في كتب المنطق، قصة الرجل الأقريطي
40
Неизвестная страница