Матмах Амал
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Жанры
نسأل الله الهداية إلى صراطه المستقيم، بحق محمد وآله، عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم. انتهى ما وجدته في المسودة التي بخط والدي قدس الله روحه، وقد كان أنهى نسخة منها بخطه في تاريخ تحريره لهذه إلى مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله: محمد بن أمير المؤمنين المتوكل على الله أيده الله وهو إذ ذاك في حضرة والده الإمام المتوكل على الله، ولعل النسخة التي عند الإمام أيده الله بخط والدي رحمه الله أكمل من هذه وفيها زيادات لم تكن في هذه؛ وإنما رقمت هذه هاهنا ليعلم الناظر مزيد اختصاصنا بأئمتنا الهداة سلام الله عليهم وقديم مالنا من مزيد القرب بهم الموجب لذلك، ولوالدي رحمه الله اجتماع بالإمام المتوكل على الله رضوان الله عليه واتصال مشهور أكثره وقت سماعهم للهدي النبوي على الإمام عليه السلام في (حبور) بقراءة السيد العلامة الزاهد العابد الشهير: إبراهيم بن يحيى بن الهادي بن جحاف رضوان الله عليه وكنت إذ ذاك في سن الحداثة مع أبي رحمه الله أحضر مجلس القراءة على الإمام في[62ب] أعيان السادة العلماء، والشيعة العظماء، كالسيدين الإمامين: (إسماعيل ويحيى ابني إبراهيم)، والقاضيين العلامتين: أحمد بن سعد الدين وأحمد بن صالح بن أبي الرجال، وجمع كثير من العلماء، وكانت تجري في المجلس مراجعات في علوم كثيرة، والزمان إذ ذاك في شبابه غض نضير طري، والأيام زاهرة بذلك الإمام الرضي، وكنت أرى إمام عصرنا المؤيد بالله أيده الله وهو يسمع القرآن على القاضي العلامة : أحمد بن سعد الدين رحمه الله تعالى غيبا في أوقات الانتظار للصلوات، ولم يزل الإمام المتوكل على الله رضوان الله عليه قائما بأمور المسلمين آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، مبالغا في احترام النفوس والأموال، زاجرا للولاة والعمال عما يرتكبونه مما يخالف الشريعة، آمرا لهم بالوقوف عندها، ورفع رضوان الله عليه في أيامه كثيرا من المظالم المحدثة وذاق الناس في أيامه برد العدل، وكان منصور الرايات لا يهم بأمر إلا وناله، محمودا في أفعاله وأقواله، مؤثرا للآخرة على الدنيا، متفقدا للفقراء، كهفا للضعفاء لا يقصده أحد من الناس على مراتبهم إلا وعاد من حضرته الشريفة ظافرا بمطالبه، قاضيا لأوطاره، ولنا إليه مسائل كثيرة ومراجعات عندنا أجوبتها مبسوطة، وأنهيت إليه كثيرا من مؤلفاتي، ونلت من دعائه ما أرجو به الفوز في دنياي وآخرتي، وأنهيت كثيرا من الأمور التي مست الرعية بواسطة العمال، كالأمور المضروبة على رؤوس المسلمين وبقرهم، ورجع جوابه عليه السلام صريحا في إبطالها آمرا لنا برفعها، لو لا ما اعترض من أداء عمال أحبوا الدنيا وبالغوا في بقاء هذه المآثم؛ روما منهم لتوفر وظائف لهم من هذه الأمور المحرمة، ولما اجتمعنا بإمام عصرنا أيده الله تعالى في محروس (السودة) أطلعته على جواب[63أ] الإمام عليه السلام في ذلك، وحصلت بيننا وبينه أيده الله مفاوضات نفعها عام للمسلمين، وعرفنا منه الرغبة في إحياء سيرة سيد المرسلين، ووصيه الأنزع البطين صلوات الله عليهم أجمعين.
Страница 272