وهذه الأصول أيضا في ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، فهو ربهم ورازقهم والمتصرف فيهم والمدبر لهم، ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾ هو الذي له الملك كما في الحديث الوارد في الأذكار، لا اله الله وحده لا شريك له، الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، قوله: ﴿إِلَهِ النَّاسِ﴾، هو مألوههم ومعبود هم لا معبود لهم سواه، فأهل الايمان خصوه بالآلهية، وأهل الشرك جعلوا له شريكا يؤلهونه بالعبادة، كالدعاء والاستعانة والاستغاثة والالتجاء والرغبة والتعلق عليه ونحو ذلك.
وفي ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، براءة النبي ﷺ من الشرك والمشركين، ﴿لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ الى قوله: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾، فهذا هو التوحيد العملي وأساسه البراءة من الشرك والمشركين باطنًاَ وظاهرًا
وفي ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، توحيد العلم والعمل ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، يعني هو الله الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير ولا ثد ولا شبيه ولا عديل، ولا يطلق هذا اللفظ في الاثبات، الا على الله ﷿، لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله، وقوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، قال عكرمة عن ابن عباس ﵁، يعني الذين يصمد الخلائق اليه في حوائجهم ومسائلهم.
قلت: وفيه توحيد الربويبة وتوحيد الآلهية، وقال الأعمش عن شقيق عن أبي وائل، الصمد السيد الذي قد انتهى سؤدده، وقال الحسن أيضا: الصمد الحي القيوم الذي لا زوال له، وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد، كأن جعل ما بعده تفسيرا له، وقال سفيان بن منصور عن مجاهد: الصمد المصمت الذي لا جوف له، قال أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة: وكل هذا صحيحة وهي صفات ربنا ﷿، وقال
1 / 81