ومصنفوها أئمة مشهورون أهل السنة ليسوا بجهمية ولا معتزلة ولا قدرية ولا جبرية ولا مرجئة بحمد الله وأكثر ما في هذه التفاسير الأحاديث الصحيحة وآثار الصحابة وأقوال التابعين وأتباعهم فلا يرغب عنها إلا الجاهلون الناقصون المنقوصون والله المستعان.
والمصنفون في التفسير وغيره غير ما ذكر البيضاوي وأبي السعود البحر لأبي حيان لأنه كثير ما ينقله في تفسيره عن السلف والأئمة وكذلك تفسير الخازن وبالجملة فمن كان من المصنفين أبعد عن تقليد المتكلفين وذكر عباراتهم ويعتمد أقوال السلف فهو الذي ينبغي النظر إليه والرغبة فيه وعلى كل حال فليس في تفسير البيضاوي وأبي السعود وشرح القسطلاني ومواهبه ما ينفع هذا الجاهل المفتري وكل يؤخذ من قوله: ويترك إلا رسول الله ﷺ.
وقول المعترض على قول المجيب علماؤهم شر من تحت أديم السماء فيقال: هل ورد هل ورد هذا الحديث في أهل العراق فهم على عهد النبي ﷺ كفار مجوس أو فيما يأتي فهذه شناعة على غالب علماء الأمة ومنهم الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد وأمثالهم.
فالجواب: أن هذا كلام من لا يعقل ولا يفهم شيئا ولا يفرق بين أهل السنة والجماعة وأهل البدعة والضلالة ففي الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من أمتي الأوثان ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك". رواه البرقاني في صحيحه.
وقد أخبر النبي ﷺ أن أمته ستفترق كما افترقت اليهود والنصارى فاليهود افترقت إحدى وسبعين والنصارى على اثنتين وسبعين وهذه
1 / 73