لكن لم يكونوا كلهم كُتَّابَ وَحْىٍ، وإنما كان أكثرهم مداومةً على ذلك بعد الهجرة زيد بن ثابت (١)، ثم معاوية بن أبي سفيان (٢) ﵃ بعد فتح مكة (٣). وأول من كتب الوحى بمكة من قريش: عبد الله بن سَعْد بن أبي سَرْح (٤)، لكنه ارتدَّ وهرب من المدينة إِلى مكة، ثم عاد إِلى الإِسلام يوم الفتح. وأول من كتبه بالمدينة: أُبّى بن كَعْب ﵁ (٥).
_________
(١) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد، أبو سعيد. ويقال: أبو خارجة الأنصارى الخزرجى صحابي جليل. قدم رسول الله ﷺ المدينة وزيد ابن إِحدى عشرة سنة. وكان يكتب الوحي لرسول الله ﷺ. وقد تعلم العِبْرَانيَّةَ في سبع عشرة ليلة بأمر رسول الله ﷺ. وكان زيد مرجعًا للفتوى والقضاء والقراءة والفرائض. وأول مشاهده غزوة الخندق توفي سنة ٥١ هـ. وقيل: سنة ٥٥ هـ. (من مصادر ترجمته تهذيب الكمال جـ ١٠ ص ٢٤، طبقات ابن سعد ٢/ ٣٥٨، سير أعلام النبلاء جـ ٢ ص ٤٢٦ - ٤٤١).
(٢) هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو عبد الرحمن القرشى الأموى. صحابي جليل قيل: أسلم يوم الفتح وقيل زمن الحديبية. وكان من كتّاب الوحى. ولاه عمر بن الخطاب ولاية الشام ثم أقره عثمان عليها، وولي الخلافة سنة ٤٠ هـ، واستمر عشرين سنة توفي سنة ٦٠ هـ (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ٢٨ ص ١٧٦، طبقات ابن سعد جـ٧ ص ٤٠٦، سير أعلام النبلاء جـ٣ ص ١١٩).
(٣) قال الشهاب الخفاجى في حاشيته على الشفا (جـ٣ ص ٢٣٥) وكان المدار على الكتابة له ﷺ زيد ومعاوية ﵄.
(٤) عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشى العامرى، من بني عامر بن لؤى، من قريش، فاتح إِفريقية أسلم قبل فتح مكة، وهو من أهلها، وكان من كتَّاب الوحى للنبى ﷺ، وكان على ميمنة عمرو بن العاص حين افتتح مصر، وولى مصر سنة ٢٥ هـ، بعد عمرو بن العاص فاستمر نحو ١٢ عامًا. وقد غزا الروم بحرًا وظفر بهم في معركة "ذات الصوارى" سنة ٣٤ هـ، ثم عاد إِلى المشرق. اعتزل الفتنة التي وقعت على إِثر مقتل الخليفة عثمان. ومات بعسقلان فجأة سنة ٣٧ هـ. وهو أخو عثمان بن عفان من الرضاع (له ترجمة في أسد الغابة جـ٣ ص ٢٥٩ - ٢٦١، سير أعلام النبلاء جـ٣ ص ٣٣ - ٣٥، وانظر الأعلام جـ٤ ص ٨٨ - ٨٩).
(٥) أُبى بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية، أبو المنذر، ويقال: أبو الطفيل الأنصارى الخزرجى صحابى جليل، سيد القراء. قال له النبي ﷺ: "إِن الله أمرنى أن أقرأ عليك القرآن ... ". وكان ممن جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ، قال عنه أبو العالية: كان أُبىّ صاحب عبادة فلما احتاج إِليه الناس ترك العبادة وجلس للقوم. توفي سنة ١٩ هـ. وقيل: سنة ٢٠ هـ (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ٢ ص ٢٦٢، أسد الغابة جـ١ ص ٤٩).
1 / 58