فلم تلد له وماتت عنده، وأما رقية فقيل ماتت ولم تبلغ.
ولما زوج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فاطمة من علي ((عليهما السلام))، كان عمرها يومئذ ثماني عشرة سنة وبنى بها على ما سبق في السنة الثانية من الهجرة، وكان من بركة هذا التزويج والتزوج وآثاره أن جعله الله سببا لتحريم الخمر ومطهرا منها ومنزها من استعمالها وحارسا للعقل الذي هو أشرف ما وهبه الله للإنسان، وجعله مناط التكاليف المتوجه نحوه عن اختلاله وزواله وإلحاق الشارب لها عند خلل عقله بذي الجنون في تخبطه وخباله.
وإيضاح ذلك ما رواه الناقلون ونقله الراوون أن عليا ((عليه السلام)) لما تزوج فاطمة ((عليها السلام))، وأراد الدخول بها أنه قال:
كان لي شارف من الغنم- والشارف هي المسنة من الإبل- قال: ودفع إلي رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) شارفا من الخمس، فواعدت صواغا من بني قينقاع يخرج معي باذخر لأبيعه من الصواغين فاستعين بثمنه على الدخول بفاطمة ((عليها السلام)) وعرسها، قال فعقلت شارفي عند حائط لرجل من الأنصار ومضيت لأجمع الحبال والغرائر والأقتاب، فجئت وقد بقر بطن شارفي وشقت بطونهما واجتثت اسنمتهما، قال فلم أملك عيني ان بكيت ثم قلت: من فعل هذا بشارفي قالوا:
عمك حمزة وها هو ذا في البيت مع شرب غنتهم قينة فقالت:
ألا يا حمز ذا الشرف النواء
وهن معقلات بالفناء
ضع السكين في اللبات منها
فضرجهن حمزة بالدماء
وعجل من شرائحها كبابا
ملهوجة على جمر الصلاء
وأصلح من أطايبها طبيخا
لشربك من قديد أو شواء
فأنت أبو عمارة والمرجى
لكشف الضر عنا والبلاء
فقام إلى شارفيك ففعل بهما ما ترى، قال علي ((عليه السلام)):
فجئت إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وهو في بيت أم
Страница 55