أهل التوفيق والتأييد من نتائجها كل حسين وحسن وتلخيص ذلك بوجوه.
الأول: أن الإيمان والإسلام يبنى على أصلين أحدهما لا إله إلا الله، والثاني محمد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)). وكل واحد من هذين الأصلين مركب من اثني عشر حرفا والإمامة فرع على الإيمان المتأصل والإسلام المتقرر فيكون عدد الأئمة القائمين بها اثني عشر كعدد كل واحد من الأصلين المذكورين.
الوجه الثاني: أن الله (سبحانه وتعالى) أنزل في كتابه العزيز قوله ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا فجعل عدة القائمين بهذه الفضيلة والتقدمة والنقبة التي هي النقابة مختصة بهذا العدد، فيكون عدد القائمين بفضيلة الإمامة والتقدمة بها مختصة. ولهذا لما بايع رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) الأنصار ليلة العقبة قال لهم أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا كنقباء بني إسرائيل، ففعلوا فصار ذلك طريقا متبعا وعددا مطلوبا.
الوجه الثالث: قال الله (سبحانه وتعالى): ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا فجعل الأسباط الهداة إلى الحق في بني إسرائيل اثني عشر فتكون الأئمة الهداة في الإسلام اثني عشر.
الوجه الرابع: إن مصالح معايش العالم لما كانت في حصولها مفتقرة إلى الزمان لاستحالة انتظام مصالح الأعمال وإدخالها في الوجود الدنيوي بغير الزمان، وكان الزمان عبارة عن الليل والنهار وكل واحد منهما حال الاعتدال مركب من اثني عشر جزءا تسمى ساعات، فكانت مصالح العالم مفتقرة إلى ما هو بهذا العدد، وكانت مصالح الأمة مفتقرة إلى الأئمة وإرشادها فجعل عددهم كعدد أجزاء الليل وأجزاء النهار للافتقار إليه كما تقدم.
Страница 42